اعتبرت مجلة امريكية أن قناة السويس الجديدة او ما يطلقه بعض النشطاء بالتفريعة ، هي انجاز للنظام القائم حتى لو كان هذا الانجاز مجرد خطوة وهمية دون أية فائدة، مشيرة للوضع السياسي والاقتصادي الذي يزداد اضطرابا خاصة في ظل ازدياد سطوة تنظيم الدولة – ولاية سيناء شمال مصر.
وقالت مجلة “بوليتيكو” الأميركية في معرض إجابتها عن سؤالٍ مفاده “لماذا توسعة القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم؟”، “أن نظام السيسي يحكم شعبًا ذا مزاج خاص، ويواجه حقائق اقتصادية لا يُحسَد عليها، وخلفه تاريخ من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية العنيفة”.
وأضافت “بالتالي، ثمة حاجة إلى تقديم إنجازات، سواءً كانت حقيقية أو وهمية، واسترضاء الشعب، وإظهار أن تقدمًا ما يتحقق”، وتابعت: “زعم الجيش أنه توصل إلى علاج لمرض الإيدز وفيروس سي، وتم تصوير زيارة للرئيس الروسيَ فلاديمير بوتين باعتبارها تغييرًا جيوسياسيًا لقواعد اللعبة، وتحول المؤتمر الاقتصادي إلى الحدث الاقتصادي الأكثر أهمية في العالم”.
وأشارت بوليتيكو إلى أن جزء كبير من البلاد يأوي عداء إسلاميًا دمويًا ضد النظام، وفروع تنظيم الدولة المحلية ليست فقط نشطة، لكنها استبقت افتتاح القناة باختطاف مهندس كرواتي وأعدمته وأصدرت فيديو لذلك، من أجل ذلك، فإن حشد الدعم الداخلي والحفاظ عليه هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لهذا النظام”.
نسجًا على هذا المنوال- بحسب المجلة- لا غروَ أن تصبح القناة الجديدة مدهشة إلى هذا الحد، باعتبارها “هدية مصر للعالم”.. بينما الأمر لا يعدو كونه إفراطًا في الدعاية، وأردفت: “المعنى الضمني الذي يستنتج من تبني أي نظام لهذا النهج هو أنه لا يأبه بنظرة العالم الخارجيّ طالما ينظر إليه الشعب في الداخل بعين الإيجاب”.
واعتبرت المجلة أن مصر تعيش الآن عصر السياسة المصرية القائمة على التقاط الصور التذكارية؛ حيث لا صوت يعلو فوق صوت العلاقات العامة والدعاية الترويجية، واستغلال كل ما يحدث لإحداث أكبر قدر ممكن من التأثير، مهما كانت فجاجة المزاعم، مستشهدة بأن الاستثمارات المليارية التي حصلت عليها مصر في المؤتمر الاقتصادي بحسب السيسي لم تتحقق حتى الآن.