الرسالة مجرد افتتاحية لصحيفة عربية معروفة يتابعها الكثيرون, ولكن من الذي يقف وراء تلك الرسالة, فمن المعروف أن أبو ظبي عقل شيوخ الامارات تلعب على الحبلين كما يقال, سعت من خلال الرسالة التي تحمل في مجملها تلميحات سياسية خطيرة وتشي بتباين كبير في وجهات نظر البلدين تجاه قضايا المنطقة خاصة في اليمن وسوريا .
الإمارات وعبر مندوبيها بعثت بهذه الرسالة عبر وسيط معروف عنه أنه على علاقة حسنة مع شيوخ الامارات ومندوبيهم والقصد هنا “محمد دحلان”, من خلال صحيفة “رأي اليوم” التي يرأس تحريرها الصحفي عبد الباري عطوان فلسطيني الجنسية والذي يشاع أنه يتلقى تمويلا من أبناء زايد في مقالتها الافتتاحية التي نشرتها صباح السبت.
الصحيفة في المقالة الصحفية وجهت رسالة قوية إلى البلاط الملكي في الرياض بأن صواريخكم في اليمن لا تقل عنفا عن براميل الاسد في سوريا, فتحت عنوان (هذا القصف الدموي لطيران التحالف السعودي لليمن يجب ان يتوقف فورا فالضحايا من الابرياء.. ولم تعد هناك اهداف يتم ضربها.. وما الفرق بين صواريخ الطائرات السعودية وبراميل النظام السوري) اجيبونا من فضلكم؟.
وهذا العنوان أو الرسالة إن دلت فإنها تدل على البعد في التوافق بين الجارتين الرياض وأبو ظبي حول التعامل مع الملف اليمني فالإمارات التي تحتل إيران جزرها على علاقة طيبة وشرعية مع طهران ولا تريد أن تغضب الخامنئي منها في الوقت الذي تحارب فيه السعودية المد الشيعي في المنطقة العربية.
المقالة التي تمثل وجهة نظر الموقع الرسمية جاء فيها أو من خلالها أن لا فرق بين صواريخ سلمان أو براميل الاسد فجاءت على النحو التالي..
” النغمة السائدة في وسائل الإعلام، خاصة تلك التابعة للإمبراطورية الإعلامية السعودية الجبارة، هي تلك التي تتحدث بإسهاب عن البراميل المتفجرة للنظام السوري التي تقذف فوق رؤوس الابرياء وتقتل المئات منهم، وهي أحاديث مهمة لا جدال فيها، ولكنها تنسى، او تتناسى، ان طائرات التحالف السعودية تقوم بالشيء نفسه، وربما اكثر منه ليل نهار، عندما تلقي بحممها فوق رؤوس اليمنيين العزل، وتقتل الآلاف منهم في تعز وصنعاء وصعدة والحديدة وعمران والقائمة طويلة “.
وأضاف الموقع في افتتاحية التي تعتبر خطيرة جداً.. “أن هذه الهجمات التي تشنها الطائرات السعودية تنتهك بوضوح القانون الإنساني الدولي وان واشنطن الداعم الأكبر للمملكة العربية السعودية، وحربها في اليمن لم تستطع الاستمرار في الصمت تجاه هذه الغارات، واصدر الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مساء الخميس، بيانا عبر فيه عن القلق الشديد إزاء الغارات الأخيرة للتحالف السعودي على مدينة الحديدة في اليمن”، مؤكدا على أهمية هذا المرفأ الحيوي له باعتباره نقطة الوصول الرئيسية للمساعدات الإنسانية المتوجهة إلى الشعب اليمني”.
وادعى “أن الغارات الجوية للطائرات السعودية دمرت البنى التحتية للميناء تماما، وتسببت في قتل العديد من عمال المرفأ، وبات الميناء معطل تماما” .
وقال الموقع “لا بواكي لليمن، وشعبه الفقير المعدم الطيب الشهم لسبب بسيط، لان الذي يقصفه ويدمر بناه التحتية البائسة والمتهالكة، ويقتل أطفاله ورجاله ونساءه، هي الطائرات السعودية .. حسب زعمه.. دون أن يشير إلى أي مسؤولية للحوثيين ولا رجال صالح المدعومين من الإمارات.
وأضاف “ستة أشهر تقريبا، وهذه الطائرات تقتل وتدمر وسط صمت عربي شعبي ورسمي، خوفا من الغضب السعودي وتداعياته المالية، تحت ذريعة مواجهة التغلغل الإيراني في اليمن من خلال البوابة الحوثية، فهل البنية التحتية لميناء الحديدة هي للحوثيين، ام أنها للشعب اليمني وموجودة قبل الثورة الإيرانية عام 1979، ناهيك عن تاريخ ظهور الحوثيين على سطح الأحداث “.
وزعم أن إحصاءات الأمم المتحدة تقول إن عدد ضحايا هذه الغارات السعودية اكثر من 15 ألف يمني بين قتيل وجريح، النسبة العظمى منهم من المدنيين، علاوة على اكثر من مليون مهجر ونازح ومشرد، والرقم في تصاعد.
الإحصاءات هذه نفسها تؤكد أن اكثر من ثمانين في المئة من اليمنيين في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
ودعا الموقع إلى توقف العمليات السعودية فورا “خاصة انه لم تعد هناك أهداف يمكن قصفها، ولا يوجد لدى الطرف الآخر اي وسائل دفاعية، فالسماء مفتوحة كليا أمام الطائرات السعودية بسبب ذلك، والضحايا من اليمنيين الفقراء المعدمين المسحوقين فالصمت على القصف والتدمير تواطؤ وتشجيع على استمرار قتل الابرياء، وتدمير بلد عربي أصيل، بل أصل العرب” حسب تعبيره .