كشفت صحيفة نرويجية النقاب عن تفاصيل الجرائم المالية التي تورط فيها “لؤي ديب” فلسطيني أحد أذرع ضابط الأمن الفلسطيني محمد دحلان والهارب من قطاع غزة ويقيم في دولة الإمارات منذ عام 2011 بعد أن انقلب عليه رئيس السلطة محمود عباس والذين كانا حليفين مقربين ضد المقاومة الفلسطينية والإسلام الوسطي.
هذه التفاصيل التي نشرتها صحيفة” أفتونبولاديت” النرويجية حملت معلومات مثيرة ومفاجئة للرأي العام المحلي والعالمي، حيث كشفت الصحيفة و لأول مرة عن تورط مركز المزماة (وهو مركز بحوث إماراتي يواجه انتقادات كثيرة بكونه الذراع البحثي لجهاز أمن الدولة الإماراتي) ورئيس المركز سالم حميد، وكذلك بنك الإمارات دبي الوطني؛ كشفت الصحيفة عن تورطهم بعمليات التمويل لشبكة غسيل الأموال.
فقد قالت الصحيفة، إن “ديب” وهو رئيس شبكة -تدعي عملها في المجال الحقوقي- متورط بجريمة غسل أموال، مؤكدة أنه بدأ بتلقي الدعم المالي من إحدى المؤسسات في دبي منذ عام 2008.
وأبرزت الصحيفة وثيقة أصلية لعملية تحويل 100 ألف يورو قام بها مركز المزماة الذي يديره سالم حميد -المحسوب على جهاز أمن الدولة- لصالح “ديب” في النرويج. وأشارت الصحيفة أن الصحفي البريطاني والخبير في شؤون الشرق الأوسط “بريان ويتاكر” أكد صحة الوثيقة الصادرة عن بنك الإمارات دبي الوطني التي تظهر عملية التحويل التي تمت عام 2013. ونوهت الصحيفة النرويجية إلى أنها استوثقت من صحة وثيقة التحويل من مصادر خاصة أيضا.
وتشير الصحيفة أن هذه الأموال ذهبت لشبكة “ديب”، مؤكدة أنها ليست التحويل الوحيد وإنما هناك مجموعة أخرى من التحويلات وأن مبلغ 100 ألف يورو كان بداية التحويلات الأخرى التي ترسل من عدة جهات في دولة الإمارات.
وعرضت الصحيفة أن “ديب” متهم بجريمة غسل 100 مليون (كرون نرويجي) وأنه اعتقل قبل نحو شهرين ثم أفرج عنه في وقت لاحق.
وعادت “أفتونبولاديت” للربط بين مركز المزماة ومقره دبي ومتخصص في مهاجمة الإسلام الوسطي وكان له دور المحرض على العلاقات الإماراتية القطرية أثناء أزمة سحب السفراء فضلا عن الانتقاد الدائم لحكومة العدالة والتنمية في تركيا وعلى الثورات العربية في تونس وليبيا فضلا عن دوره في دعم الانقلاب المصري والتوجهات الدينية “الخاصة” التي يسعى نظام السيسي لفرضها على المسلمين.
وتقول الصحيفة، إن التحويل لم يقتصر على المزماة، وإن العلاقة بين “المزماة” و “ديب” وإرسال مزيد من الأموال لا تزال قيد التحقيق. وفي رابط آخر بين “المزماة” و “ديب” أشارت الصحيفة إلى محمد دحلان المتهم بالفساد على نطاق واسع، وفق تأكيد الصحيفة، التي نقلت تأكيدات الصحفي الإنجليزي “ويتاكر” بوجود علاقة بين المزماة ودحلان. وتضيف الصحيفة النرويجية، أن “ويتاكر” الذي يعمل لصحيفة “الغارديان” كشف عن اتصالات بين المزماة ومحمد دحلان الذي قدم دعما ماليا كبيرا لمؤتمر عقدته “شبكة ديب” في جنيف في فبراير الماضي، وفق الصحفي الفرنسي “أفريك أسي”.
وتشير الصحيفة النرويجية أيضا إلى الاهتمامات المشتركة بين مركز المزماة ومحمد دحلان، الذي تصفه وسائل إعلام فلسطينية بأنه مستشار أمني يعمل لدى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وتقول الصحيفة، إن المزماة ودحلان يلتقيان بالعداء للإخوان المسلمين في مصر ولحركة حماس في غزة.
وفي ذات السياق، كشفت وسائل إعلام مصرية عن أوجه استثمار التحالف بين محمد دحلان ومركز المزماة وعلاقتهم بالشبكة التي يرأسها “ديب” في أنها تستعد للإشراف على الانتخابات البرلمانية المصرية التي لم يحدد موعدها بعد. وانتقدت هذه الوسائل لجوء النظام المصري للاستعانة بشبكات متورطة بجرائم غسل أموال وتحوم حولها شبهات كثيرة في علاقاتها وارتباطاتها والأدوار التي تؤدي لصالح أجهزة أمنية عربية من بينها جهاز أمن الدولة الإماراتي، نظرا للعلاقة التي تربط “سالم حميد” رئيس مركز المزماة بمحمد دحلان و بعبد الفتاح السيسي شخصيا.