أعدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تقريرا حول التفجيرات التي تشهدها مصر منذ ما وصفته الوكالة الأمريكية بالـ” الانقلاب” الذي أطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي لافتة إلى أنه لا توجد أدلة حول تورط جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر بالوقوف وراء تلك التفجيرات.
الوكالة الأمريكية قالت إن هذه التفجيرات في الغالب تبدو من عمل قوى جهادية أكثر تطرفا وتتخذ من صحراء سيناء مقرا لها، وهي تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي ادعى مسؤوليته عن الهجوم الأخير.
ورجحت أن الهجمات التي تحدث في مصر هي جزء من استراتيجية واعية لاستغلال الوضع المتفجر الذي نتج عن “انقلاب” السيسى، وما تبعه من قمع لجماعة الإخوان المسلمين والمحاكمات الصورية لقادتها وأعضائها. على حد قول الوكالة.
وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان المصرية لديها أكثر من نصف قرن من اللاعنف النسبي، رغم أن أعضاء منها حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر.
وأضاف: الإسلاميون المصريون الذين يميلون للعنف لم تكن لديهم بشكل عام ميل إلى الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي كانوا يتبعون مسارا تدريجيا لكسب السلطة السياسية عن طريق الانتخابات.
وتابع: أكثر من ذلك، منذ الانقلاب ضد مرسي، قاومت قيادة الإخوان بدأب دعوات العنف؛ ورغم سجن قيادتها، يبدو أنهم يعلمون أن حملة العنف سوف تشوه سمعة الجماعة وتجريدها من شرعيتها المتبقية التي امتلكتها من كونها القيادة المصرية الوحيدة المنتخبة ديمقراطيا في التاريخ الحديث.
وقال التقرير إن المصريين- من نظام السيسى إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء إلى جماعة الإخوان- يعلمون جميعا أن هذا قد يتغير. وأن أعضاء الإخوان الأصغر سنا والأكثر غضبا قد يختارون العنف؛ إذ بات واضحا أن نظام السيسى لن يسمح لهم أبدا بالمشاركة في الحياة السياسية.
كما أن الجماعات التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سيناء يراهنون بالتأكيد على أنه يمكنهم قلب الموازين ودفع مصر إلى الحرب الأهلية. إنهم يختارون أهدافا حضرية تبدو مشابهة لأهداف الإخوان مثل مقرات قوات أمن الدولة.
وأوضح التقرير، أن الجهاديين المصريين يعلمون أيضا أن هجماتهم سيتم استخدامها من قبل السيسى لتبرير المزيد من القمع لجماعة الإخوان؛ إذ ليس لديهم أي تعاطف مع احتضان الإخوان للديمقراطية، وهم يريدون أن تتعرض جماعة الإخوان لمزيد من القمع، أملا في أن يكون ذلك سببا في دفع أعضائها إلى الجهاد العنيف، والتحالف مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وحذرت “بلومبرج” السيسى من محاولة ربط إرهاب تنظيم “الدولة الإسلامية” بالإخوان المسلمين؛ مضيفة أنه قد يجد نفسه محاطا بالتهديد الذي يدعي وجوده، ولن يكون قادرا على التعامل معه دون عواقب كارثية طويلة الأمد لمصر.