نُشر فيديو مسرّب جديد للتحقيقات مع الساعدي القذافي في سجن الهضبة في طرابلس، وذلك بعد اقتحام ملفات سرية داخل حاسوب أمني. ويظهر هذا الفيديو تعرّض الساعدي القذافي لتعذيب نفسي وإهانات.
مجددا إذن، هو الساعدي القذافي في فيديو “تعذيب” آخر بعد أن تغنّى بحسن معاملته في سجن الهضبة بطرابلس حيث ميليشيات فجر ليبيا تحكم قبضتها.
وما يحدث داخل غرفة التحقيق، كما يُظهر الفيديو، ليس تعذيبا جسديا بل نفسياً. حيث هو تسجيل لأطراف حديث بين المحقق، الذي يُسمع صوته فقط دون صورته في الفيديو، والساعدي، ويشير الحديث إلى تعذيب نفسي وإهانات.
ومن بين ما قاله المحقق: “لا يهمني حقوق الإنسان أو حقوق الشيطان”. ومن بين ما قاله أيضا المحقق، الذي تُسمع نبرته العالية وصوته فقط في الفيديو: “عليك الأمان هذه المرة تكلم”.
على الساعدي القذافي الأمان إذن هذه المرة بحسب المحقق، يعني ضمناً فقد تعرّض سابقا الساعدي، من قبل محققين ضمن سلطات ميليشيات فجر ليبيا داخل سجن الهضبة نفسه، لأشكال أخرى من التعذيب.
وهو الساعدي القذافي نفسه الذي خرج معتذرا من جموع الليبيين ومتغنيا بحسن معاملته داخل السجن في مارس 2014، بعد تسليم النيجر له إلى طرابلس. قبل أن تفنّد مشاهد مسرّبة كلامه، وهي المشاهد الأولى التي نُشرت أوائل شهر أغسطس الحالي حيث تظهر تعرّضه للتعذيب الجسدي في سجن الهضبة في طرابلس، وهو التعذيب الذي أشار إليه في حينها رئيس الوزراء علي زيدان قبل أن يعود ويتراجع وينفي ذلك.
نفي تم تفسيره لاحقا على أنه قد يكون قلقا من بطش ميليشيات فجر ليبيا المتطرفة لا سيما وأن القيادي فيها خالد الشريف كان يرأس السجن حينها وهو الذي يعود تاريخه مع الجماعات المتطرفة لسنوات مضت.