رحلتان صعبتان قام بهما النجم نور الشريف خلال فترتين من حياته، بين واحدة وأخرى سنوات قليلة. فهو لم يكد ينتهي من رحلة ابنته سارة مع المرض حتى لاحقه هو أيضاً.
بدأت العوارض الأولى لمرض سارة ابنة نور الشريف، التي تعمل مساعدة مخرج، بشعورها ببعض الآلام، فاصطحبها والدها إلى الأطباء في مصر، إلا أنهم فشلوا في تشخيص مرضها. ونصحه المقرّبون منه بالسفر إلى فرنسا للعلاج، حيث تعدّدت آراء الأطباء أيضاً حول حالتها.
ثمّ نصحه أحد أصدقائه بالسفر إلى إنجلترا، فسافر مصطحباً ابنته وزوجته بوسي ليتمّ تشخيص المرض على أنه فيروس نادر، وهو ما تطلّب إجراء عمليّة جراحية. وقد أجرتها سارة، ونجحت العملية التي استغرقت ثلاث ساعات. لكن نور لم يتمالك نفسه من شدّة المفاجأة فأصيب بإغماء، لأنه لم يكن وقتها قد تذوّق طعم النوم لمدّة أسبوع كامل.
الأزمة الثانية التي مرّ بها نور الشريف كانت مرضه، إذ أصيب بسرطان الرئة، ولم يكشف عن حقيقة المرض، بل اكتفى بالقول إنّ ما يعاني منه هو ماء زائد على الرئة.
بعدها، اختفى نور عن الأنظار، وكشف عن أنه في رحلة علاج في لندن. ثمّ عاد نور وقام بإجراء لقاءات تلفزيونية، منها لقاء أوجع قلوب جمهوره، عندما كشف أن لا أحد من الفنانين يسأل عنه في مرضه سوى سمير صبري فقط، فكان تصريحاً مؤلماً صادراً عن نجم، لم يقصّر يوماً في تقديم المساعدة للغير. ويشهد على ذلك جيل كامل من الوجوه الجديدة التي خرجت من مدرسته الفنية.
الرحلة العلاجية الأخيرة لنور أثارت جدلاً، وكثرت التصريحات من نقابة الممثلين حول مرضه. فمنهم من رفض الحديث عن مرضه، وآخرون أكدوا أن حالته حرجة، ولم يتم الكشف عمّا يعانيه نور الشريف.
كان نور قد تخلى عن حذره، وشارك جمهوره آلامه في رسالة كتبها على “فيس بوك” قبل شهر رمضان، حين أعرب عن رغبته في الوقوف أمام الكاميرا من جديد. لكن رغبته لم تتحقق، على الرغم من أنه أصبح نجم الشاشات خلال الساعات الماضية. نجم سيبقى مخلداً في ذاكرة من عرفه وأحبّه إلى الأبد. رحم الله نور الشريف.