شن أعضاء في مجلس النواب الاردني هجوما على حكومة بلادهم متهمين اياها بممارسة “التشيع عبر المناهج المدرسية” من خلال نشر معلومات منقوصة عن رسول الله محمد وأسرته لا تُدرس إلا في المناهج الشيعية، على حد قولهم.
وكانت وزارة الأوقاف قد لاحظت أن كتاب التربية الإسلامية للصف التاسع والذي وُزع على الطلبة خلال العام الدراسي الماضي، يحتوي على شجرة لعائلة الرسول تُظهر أن هناك ابنة واحدة للنبي وهي فاطمة رضي الله عنها.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور هايل الداود، أن الكتاب “تم تغييره هذا العام، وقد انتبهت وزارة التربية والأوقاف لهذا الخطأ وتم تداركه”. حسب ما نشرته شبكة “أرم” الاخبارية.
ووجهت اتهامات لحقبة ماضية كانت وزارة الأوقاف تتولى خلالها كتابة المناهج المدرسية المتعلقة بالتربية الإسلامية، حيث وجهت اتهامات لأحد الوزراء السابقين لوزارة الأوقاف بـ”التشيع أو التساهل في تمرير بعض المفاهيم الشيعية في مناهجنا”.
وبناء على تلك الاتهامات، تبنى 21 نائباً أردنياً مذكرة تسأل الحكومة عما إذا “كان الشيعة استطاعوا اختراق وزارة التربية والتعليم والمناهج الأردنية، خاصة منهاج التربية الإسلامية للصف التاسع الذي يقول إنه لا يوجد أبناء للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا السيدة فاطمة رضي الله عنها، ولم يأت الكتاب على ذكر أبناء الرسول وبناته الآخرين”.
وربما تتحول المذكرة –التي سُلمت للحكومة اليوم عبر رئاسة مجلس النواب- لاستجواب للحكومة ولوزير التربية والتعليم، الدكتور محمد الذنيبات، على “الخطأ الذي وقع فيه مؤلفو الكتاب”. وطلب النواب عقد لقاء مع الحكومة لبحث القضية على وجه السرعة.
وقال النواب في مذكرتهم: “من البشاعة أن يدرس طلابنا ويزودوا بمعلومات ممنهجة يستخدمها الشيعة في علومهم”.
وأضافت المذكرة أن “استثناء أي من أبناء الرسول عليه السلام هو أمر في غاية الخطورة ولا يجوز أن يمر دون حساب، كما أنه لا يجوز تجاهل أبناء وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وتعليقا على “الخطأ” الذي وقعت به وزارة التربية والتعليم، يقول أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، الدكتور ارحيل غرايبه: “معروف لدى الجميع أن للرسول صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، رضي الله عنهن، وأن الثابت عند أهل السنة والجماعة أنهن جميعا من آل البيت، وأن فاطمة أصغرهن”.
ويضيف الغرايبة “كيف نسمي عثمان رضي الله عنه بذي النورين إن كانت فقط سيدتنا فاطمة هي البنت الوحيدة للرسول”.
ويتابع “ليس فقط يوجد للرسول بنات، بل رزقه الله بالأولاد لكنهم توفوا في سن مبكرة وهما القاسم وإبراهيم”.
من جانبه، يقول أستاذ الهندسة الميكانيكية، عبد الله الشرمان، وهو من الحركة الإسلامية المرخصة في الأردن: “للأسف قالت لي ابنتي وهي الآن تدرس الطب: لقد درست هذا المنهاج قبل خمسة أعوام، بأن الرسول لا يوجد له سوى سيدتنا فاطمة من الأبناء والبنات”.
ويضيف الشرمان “هذا تجهيل وتغيير للواقع وللحقائق التاريخية التي لا يجهلها الطفل الصغير بأن للرسول بنات وأولاد”.
ويضع الشرمان “المسؤولية على وزارة الأوقاف التي تضع يدها على المناهج الدينية في المدارس”، معتبرا أن “هذا لا يجوز لأنه يوجد علماء في الشريعة يملكون من الكفاءة والقدرة على صياغة منهاج لا يوجد فيه خلل”.