(وكالات) اقر وزير الصحة السعودي خالد الفالح بتفشي فيروس كورونا بعد سنوات من انتشاره في السعودية على وجه الخصوص، فيما بدأت الجهات الصحية اجراءات احترازية ضد الجمال تخوفا من نشر المرض .
وأوضح الوزير عقب اجتماعه الأربعاء، مع مديري مستشفيات الرياض أن ارتفاع عدد الحالات ما زال وارداً، مشدداً على أن: “الوضع الحالي يستدعي الحذر والوقاية وليس الإفراط بالقلق”.
وجاءت تصريحات الوزير، بعد أقل من 24 ساعة من قرار مديرة الطب الوقائي في مستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، الدكتورة حنان بلخي، بإغلاق قسم الطوارئ في المستشفى بشكل كامل بصورة احترازية وفق تطبيق المرحلة الثالثة من الإجراءات الوقائية، بعد ارتفاع الإصابات بالفيروس إلى 46 إصابة، منهم 15 مصاباً من الكوادر الطبية في المستشفى.
وسيستمر الإغلاق لنحو أسبوعين، في حين بدأ المستشفى صباح اليوم الأربعاء في نقل الحالات المنومة إلى مستشفيات أخرى.
وعاود الفيروس الانتشار بقوة في السعودية، بعد أشهر من الركود، وبعد أكثر من ثلاث سنوات من محاولات القضاء عليه، وما زال نشطاً وقادراً على إحداث الوفيات.
وأعلنت الوزارة اليوم الأربعاء، عن تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة، تضاف إلى الحالات العشر التي كشفت أمس، والتسع التي اكتشفت قبلها، ليصل عدد المصابين منذ بداية أغسطس/ آب الجاري إلى 61 حالة.
وبلغ عدد حالات الإصابة منذ اكتشاف المرض في عام 2012 وحتى اليوم 1118 حالة، توفي منهم 483 مريضاً،
بدأت وزارة الصحة بمطالبة وزارة الزراعة بالتحرك بشكل جادٍ، لفحص الجمال، وتحديد طريقة إصابتها بالمرض، بعد أن أكدت فحوص الصحة أن الجمال هي المنتج الرئيسي للفيروس، غير أن هذه الخطوات التي تقوم بها الوزارة لا تبدو مقنعة للمتابعين للشأن الصحي، خاصة مع تزايد أعداد الإصابات.
ويؤكد المختص في الشأن الصحي الدكتور محمد الخازم، أن الوزارة حتى اليوم وبعد ثلاث سنوات من المحاولات، عاجزة عن احتواء الفيروس، ويقول “للأسف هناك تغييرات مستمرة في مركز مكافحة الأوبئة، فلا تعرف من تلوم على ما يحدث، وحتى الآن لا نعرف أي معلومة مؤكدة عن كورونا، وكيف نقضي عليه”. حسب ما نقلت عنه العربي الجديد.
ويضيف الخازم: “هناك إصابات لدى الممارسين الطبيين، وهذا يعني أن هناك خللاً في تطبيق الوقاية في المستشفيات، القضية أكبر من قضية الجمال، فحتى الوقاية في المستشفيات ضعيفة”.
ويشدد الخازم، وهو مؤلف مشارك في كتاب “المشهد الصحي في السعودية”، على أن هناك خللاً في القطاع الصحي السعودي، وهذا يحتاج لتحرك سريع، ويضيف: “فالفيروس ما زال قوياً، ونحن لا نعرف كيف نقضي على انتقاله من الإبل للإنسان، ومن الإنسان للإنسان داخل المستشفيات”، مبدياً تخوفه من أن تكون هناك فيروسات أخطر مستقبلاً.
ويتابع: “تخيلوا لو كان الفيروس خطيراً مثل الأيبولا، كيف سيكون الحال”.
ويتساءل الخازم: “بعد ثلاث سنوات لا نعرف ما هي الخطوة القادمة، فإذا كان الفيروس يأتي من الجمال ماذا يجب أن تفعل الوزارة؟”، ويضيف: “هل نتوقف عند هذه المعلومة؟ كيف نكافح ناقل المرض؟”، معتبراً أن هناك خللاً في طريقة التعامل مع المرض، ويضيف: “يبدو أن القطاعات الأخرى تراخت، ولهذا عاد الفيروس قوياً كما كان”.
من جهته يؤكد استشاري طب الطوارئ في مستشفى الحرس الوطني، محمد الهليل، أن هناك أسئلة كثيرة لم تتم الإجابة عنها، وأهمها أنه لا تُعرف حتى الآن طريقة عمل الفيروس.
ويقول “إن لديهم نظاماً صارماً للوقاية من الفيروس وغيره من الأمراض، ومنذ فترة طويلة، وحتى من قبل انتشار كورونا”، موضحاً: “كنا حذرين من انتشار المرض، حتى ولو لم يكن المريض مصاباً بشكل مؤكد بالمرض، ولا نعرف كيف انتشر المرض في المستشفى”.
ويضيف: “من المؤكد أن مخالطة الجمال هي المتهم الأول في انتشار المرض في السعودية، أغلب الحالات تكون بسبب هذا الأمر، وعندما تدخل الحالة إلى المستشفى هنا يبدأ دور المستشفى، وحجزه للمريض حتى يتم التأكد من إصابته بالمرض”.
ويضيف: “المشكلة الأكبر أن فيروس كورونا ما زال بلا علاج وبلا لقاح له، الكل يتذكر كيف انتشر فيروس إنفلونزا H1A1 وانحسر بسرعة، لأنه تم اكتشاف اللقاح له”.