أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء، عن قلقها من “إجراءات مكافحة الإرهاب” التي تتخذها السلطات المصرية، مشيرة إلى أنها “ستضر بشكل كبير بحقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في تصريح صحفي: “نحن قلقون؛ لأن بعض إجراءات قانون مكافحة الإرهاب في مصر قد تضر بحقوق الإنسان والحريات الأساسية للمصريين بشكل كبير، بما في ذلك ضمانة سلامة الإجراءات القانونية، وحرية التظاهر والتعبير”.
وتابع كيربي: “نحن نقف مع مصر في حربها ضد الإرهاب.. إن محاربة الإرهاب تتطلب استراتيجية شاملة وطويلة الأمد، يمكنها بناء الثقة بين السلطة والشعب، بما في ذلك تمكين أولئك الذين لا يتفقون مع سياسات الحكومة من التعبير عن آرائهم بشكل سلمي والمشاركة في العملية السياسية”.
وأقرت الحكومة المصرية، نهاية حزيران/ يونيو الماضي، مشروع قانون لـ “مكافحة الإرهاب”، وذلك على خلفية أحداث عنف شهدتها البلاد مؤخرا.
وكان زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي قد صادق، مساء الأحد، على قانون “مكافحة الإرهاب” الجديد، الذي ينص على “تخصيص دوائر في محاكم الجنايات للنظر في قضايا الإرهاب”. كما شمل القانون الجديد عقوبات بالإعدام لجرائم مثل القتل والإضرار بالوطن، وعقوبات أخرى مثل السجن والإبعاد عن مصر بالنسبة للأجانب، والمنع من استخدام وسائل اتصال معينة، كما يعاقب القانون الجديد بالغرامة والعقوبات التأديبية من ينشر معلومات أو بيانات عن “العمليات الإرهابية” تتناقض مع البيانات الرسمية.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت واشنطن مواصلتها دعم الرئيس عبد الفتاح السياسي واستمرار العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة.
وشهدت القاهرة، مطلع أغسطس آب الجاري، استئناف جلسات “الحوار الاستراتيجي”، بين مصر وأمريكا، التي توقفت منذ عام 2009.
وافتتح جلسة الحوار وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأمريكي جون كيري، في مقر وزارة الخارجية بالقاهرة، بحضور ممثلين رفيعي المستوى لكل الوزارات والإدارات المعنية بالعلاقات المصرية الأمريكية بكافة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وأشارت الوكالة إلى أن الحوار يتضمن أيضا القضايا الإقليمية والدولية مثل الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش والاتفاق النووي الإيراني والأوضاع في ليبيا واليمن والعراق وسوريا.
وقال كيري، في كلمة بثها التلفزيون المصري في بداية الجلسة، إن “مصر مركز العالم العربي وتلعب دورا رئيسيا في المنطقة”. وأضاف كيري أن مصر تدفع ثمنا كبيرا في مكافحة التطرف، مؤكدا استمرار تقديم الدعم الأمريكي لقدرات مصر العسكرية من أجل مكافحة الإرهاب. والتطرف.
فيما سلمت الولايات المتحدة الأمريكية ثمانية طائراتF-16 بلوك 52 إلى القاعدة الجوية غرب القاهرة يومي أواخر، وذلك في إطار الدعم الأمريكي المستمر لمصر وللمنطقة بأكملها.
وبرغم هذه التطورات في المجالين السياسي والعسكري إلا ان واشنطن تواصل انتقادها للنظام المصري القائم خاصة في مجال حقوق الإنسان وقضايا الأحكام التي وصلت بالمئات فيما بلغ عدد المعتقلين السياسيين بالسجون المصرية إلى نحو 30 ألف معتقل