(وكالات)- علقت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية على زيارة علي مملوك، مستشار الأمن القومي للأسد، السرية في نهاية يوليو الماضي إلى جدة ومسقط وعمان، قائلة إن الزيارة تمثل المرة الأولى التي تدعو فيها السعودية وسلطنة عمان مسؤولا سوريا رفيع المستوى إلى الخليج لبحث تسوية سياسية للصراع السوري.
المجلة الأمريكية أشارت إلى أن هذه المناقشات السرية كانت جارية خلال الأشهر القليلة الماضية، موضحة أنه على الرغم من ضغوط موسكو، لكن الرياض وطهران لم يهتما بشكل كامل بهذه المقترحات في هذه المرحلة، وينتظران على أمل أن الأحداث على الأرض ستسمح لهما بالوصول إلى تسوية أفضل.
واعتبرت المجلة أنه رغم أهمية هذه الحركة الأخيرة من النشاط الدبلوماسي، إلا أنه على المراقبين ألا يسبقوا الأحداث بشأن توقع تأثيرها على الحرب الدائرة منذ أربع سنوات.
ولفتت إلى أن المملوك في لقائه في جدة، ناقش مع كبار المسؤولين السعوديين إمكانية بدء عملية سياسية في سوريا، تنص على أن تسحب السعودية دعمها للمعارضة السورية.
وفي المقابل، تلتزم دمشق بعملية مبهمة تؤدي إلى إنهاء الحرب الأهلية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة، ومن شأن هذا الحل أن يمهد الطريق لكلا الجانبين لتشكيل جبهة موحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي المقابل، طالب مسؤولون سعوديون بانسحاب إيران وميليشياتها من سوريا.
واعتبرت المجلة أن دعوة مملوك تشير على الأرجح إلى رغبة الرياض في أن يُنظر إليها باعتبارها شريكا فاعلا في تجدد الجهود الدبلوماسية في موسكو.
وقالت المجلة إن طهران لم تدعم علنا أيا من المبادرات التي طرحها مملوك، وبدلا من ذلك، أعلنت إيران مؤخرا عن مبادرة موازية، والتي ستقدمها قريبا إلى الأمم المتحدة، تقترح فيها وقف إطلاق النار، تمهيدا لقيام حكومة وحدة وطنية، يشير هذا الاقتراح إلى احتمالية استعداد طهران للنظر في اتفاق يضمن مصالحها.
وأكدت أن هدف طهران الأساسي هو الحفاظ على شكل الدولة السورية، والذي يمكن أن يسهل دعمها لحزب الله وبقية الشبكة الوكيلة التي تستهدف إسرائيل.
وأضافت “هذا ليس مجرد زواج مصلحة، إنها مسألة وجودية بالنسبة إلى إيران، حتى تتوصل طهران والرياض إلى اتفاق يرضي مصالح الدولتين، فإن الحل الدبلوماسي للأزمة السورية لا يزال بعيد المنال، وعلى الرغم من صعود الدبلوماسية، لكن كلا الطرفين لم يصل إلى نقطة التحول هذه حتى الآن”.