كتبت صحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية تقريرا عن سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمعية ضد معارضيه ومعارضي نظامه, مشيرة إلى أن الحملة التي يقودها السيسي لن تجلب الاستقرار، معتبرة ان “نظام السيسي الوحشي يدفع المعارضين المعتدلين للانضمام الى “الارهابيين”، كونه عازما على فرض رؤيته التي تدفع إلى حكم الفرد”.
واوضحت الصحيفة البريطانية أن “السيسي خلال العامين الماضيين ومنذ شن انقلابه على الرئيس السابق المنتمي لـ”جماعة الإخوان المسلمين” ذهب إلى أبعد مما كان متوقعا في حملته القمعية ضد معارضيه والأن فتح فصلا جديدا في ذلك بإصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي يمكن أكثر لنظام الدولة البوليسية”، مشيرة الى أن “مصر إحدى دول الشرق الأوسط التي تواجه أخطارا كبرى من جانب تنظيم “داعش” والذي هو بدوره الرابح الأكبر من حملة السيسي القمعية حيث أن الأساليب التي ينتهجها تدفع الكثير من معارضيه حتى المعتدلين منهم إلى أحضان التنظيمات الارهابية”.
ولفتت الصحيفة الى “عدة مبررات توضح لماذا يستطيع السيسي حكم مصر حتى الان بهذا الشكل منها أن قطاع من الشعب مستعد للتسامح مع ذلك علاوة على أن الغرب يشيح بوجهه بعيدا ولا يعلق على هذه الممارسات كما أنه ينخرط معه في علاقات متزايدة حيث استقبلته المستشارة الالمانية قبل أشهر ومن المقرر أن يزور بريطانيا في وقت لاحق علاوة على أن واشنطن زودته بطائرات إف 16”.
وطالبت الصحيفة البريطانية الغرب بـ”التراجع خطوة في هذه العلاقة وضرورة الحديث مع السيسي وإبلاغه أن حملته التي يخوضها للقضاء التام والمبرم على المعارضة في مصر محكوم عليها بالفشل”، مؤكدة ان “حملة السيسي على المعارضة تدفع إلى ظهور جيل جديد من القيادات في جماعة “الإخوان المسلمين” والتي تجنبت الصدام إلى تبني العمل المسلح ضد النظام حيث أنهم لا يرون مفرا من ذلك”.
وشددت الصحيفة على أن “الادعاءات التي تتردد بأن “الإرهاب قد تم القضاء عليه غير صحيحة على الإطلاق بل على العكس تماما فهناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى نموه”.