(خاص- وطن)- مرارا وتكرار أعلنت الحكومة العراقية بدء معركة الموصل لتحرير المدينة الكبرى التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ أكثر من عام ، لتعود من جديد لتأجيلها وكل مرة لدواعي شتى ..
و معركة الموصل (2015) تشير إلى حملة كبيرة تخطط لها الحكومة العراقية والقوات الكردية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد قوات الدولة الإسلامية من مدينة الموصل. هدف الهجوم هو استعادة المدينة الهامة الواقعة على ضفاف نهر دجلة منذ فقدانها في يونيو 2014.
أعذار مستمرة
مؤخرا اعتبر نائب الرئيس العراقي المُقال، نوري المالكي، أنّ “سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) كان نتيجة مؤامرة تم التخطيط لها في أربيل في كردستان العراق وهذا بالتعاون مع الأتراك وأجهزة الاستخبارات في أنقرة”.
وأضاف خلال كلمة ألقاها في اجتماع مع مسؤولي وسائل “الإعلام المقاوم” في طهران، أن “هناك قلقاً من أن تتطور التظاهرات الشعبية في العراق بشكل سلبي، وهو ما قد يسمح باستغلالها من قبل أعداء العراقيين”.
كما أعرب عن مخاوفه من “حرف مسار التظاهرات عن مطالبها المتمثلة بالاصلاحات السياسية ومحاربة الفساد”، مشيراً إلى أن “المنطقة تواجه تحديات خطيرة وعلى رأسها حرب الإنابة في كل من سورية واليمن”.
وتزامن كلام المالكي مع تصويت البرلمان العراقي، على إحالة الأسماء الواردة بملف سقوط الموصل، بينهم المالكي، إلى القضاء بشكل مباشر.
وكان تقرير لجنة التحقيق الخاصة بالكشف عن المسؤولين المتورطين بسقوط مدينة الموصل أثار ردود فعل غاضبة من السلطات الإيرانية، إذ أبلغ مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تحذيرات طهران من عواقب تقديم المالكي للقضاء بتهم فساد مالي، خلال توليه حكم العراق لثمانية أعوام.
كذلك لوحت مليشيا “الحشد الشعبي”، التي أسسها المالكي نفسه العام الماضي، بالانسحاب من ساحات القتال في محافظتي الأنبار وصلاح الدين في حال إقالته أو تقديمه للمحاكمة.
بدوره قال النائب بالبرلمان العراقي محمد نوري إن تأخير عملية الموصل جاء نتيجة لعدم شفافية الموقف الأميركي، إلى جانب أسباب أخرى بينها السجال السياسي حول مشاركة الحشد الشعبي الشيعي بالمعركة من عدمها وأضاف أن تمترس تنظيم الدولة خلف المدنيين العزل في الموصل كان أحد أسباب هذا التأخير.
من جانبه عضو اللجنة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية نور الدين قبلان، أكد تأجيل العملية، وقال إن الموصل يعيش فيها قرابة مليوني شخص “الأمر الذي يصعب معه وضع خطة عسكرية لتحريرها”.
ولفت إلى أن “الخطط الموضوعة لتحرير المدينة تتغير بناء على هذا الأساس” مبينًا أن البحث عن آلية لإنقاذ المدنيين يتطلب تأجيل العملية إلى ما بعد شهر رمضان.
وأشار قبلان إلى أن سكان الموصل يحاولون مواصلة حياتهم تحت ظروف قاسية وحالة من الشعور بالخوف والقلق، موضحًا أن حصول السكان على الكهرباء والماء أصبح أمرًا شبه مستحيل.
كما تطرق إلى الأوضاع التي يعيشها التركمان في قضاء تلعفر التابع للموصل، والذي يسيطر عليه تنظيم الدولة، وبين أن التركمان سيفقدون مناطقهم في حال لم يتم تحرير القضاء، وأنهم يكافحون من أجل بقائهم ووجودهم.
وشدد في الوقت ذاته على ضرورة البدء في تنفيذ عملية عسكرية عاجلة لتخليص القضاء من التنظيم، وقال إن تأخير العملية يفاقم وضع السكان، ويتسبب في تدمير البنية التحتية.
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أعلن مطلع الاسبوع الماضي جاهزية القطعات العسكرية العراقية لخوض «معركة تحرير الموصل»، وقال في حديث لوكالة «الأناضول» التركية إن «وزارة الدفاع تعمل ليل نهار من أجل الاستعداد للمعركة الفاصلة مع داعش وتحرير الموصل»، واصفا المعركة بأنها «ستكون متميزة»، مشددا على «دعم قيادة عمليات نينوى».
وتواردت خلال اليومين الأخيرين، أنباء عن بدء عملية عسكرية على الموصل، إلا أن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة نينوى محمد البياتي علل تأجيل بدء المعركة جراء التطورات في الموصل تمثلت برفع مستوى الضربات الجوية لـ «التحالف الدولي»، من خلال استهداف «مواقع حيوية واستراتيجية» لـ«داعش»، كاشفا أن «إحدى الغارات استهدفت رتلا لقياديي داعش جنوب الموصل، أدت إلى مقتل أكثر من 25 قياديا» من التنظيم.
عدة وعتاد:
وفي إطار الاستعداد لبدء المعركة وصلت طائرات (A10) الأميركية إلى العراق، للمشاركة في عملية تحرير الموصل، وكشف قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري أن “طائرات A10، والتي يسميها الأميركان (الخنزيرة) وصلت إلى قواعد عسكرية داخل العراق” (لم يحدد تلك القواعد)، لافتاً إلى أن “ميزتها بأنها مزودة بمدفع 30 ملم، ما يمنحها مرونة أكبر في معالجة تنقل المسلحين بشكل انفرادي بالعجلات أو الأشخاص”.
ورفض القيادي العراقي تحديد أعداد هذه الطائرات، لكنه شدد على أنها “لا تتأثر بالنيران المعادية لأنها مدرعة”.
ورغم ان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أبلغ أركان الجيش العراقي أن معركة الموصل ستكون بإشراف وتخطيط أمريكي من قبل مستشارين وزارة الدفاع الأمريكية المتواجدين في العراق. يبدو أن تأجيل المعركة المستمر ناجم عن خشية من عدم تحقيق نتائج على الارض أو ان الحكومة مشغولة بنزاعاتها السياسية .
يشار إلى ان بغداد أعلنت أكثر من مرة أن هناك أكثر من 100 دولة تجند عناصر لهذا التنظيم الذي سيبقى خطره قائما جراء الدعم المالي والفكري والماكينة الإعلامية الكبيرة التي تعمل لصالحه.