اعتبر الكاتب في صحيفة “الراية” القطرية عبدالله الملحم انه كم هو مجحف أن توصف ترسانة الأسلحة المهولة التي عُثر عليها لدى عدد من المواطنين الشيعة في الكويت بأنها تسليح خلايا نائمة لحزب الله، والصحيح أنها تسليح كتائب متوثبة تنتظر الإشارة لتهاجم أهدافها، من غير المتصوّر أن يتم إدخال هذا الكم الهائل من الأسلحة إلى الكويت دون علم جازم بأن من سيقاتلون بها رهن الإشارة لتنفيذ كل ما سيطلب منهم، متى ما قرعت طبول الفتنة، وناحت نائحة التمرّد والعصيان، ومن غير المتصوّر أيضًا أن يكون إدخال هذه الأسلحة وليد مصادفة، أو حلقة منفردة لا تتبعها حلقات أخرى من التخطيط والتدبير المختتم بتنفيذ متقن خطط له طويلاً، وأكاد أجزم أن مقاتلي جيش حزب الله الكويتي هذا هم ممن يتم إلحاقهم بدورات قتالية تحت غطاء الزيارات الدينية إلى العراق وإيران وسوريا ولبنان، ومن يدري فربما كان تمويل هذه الترسانة من أموال الخُمس، على طريقة: “خذ من جيبه وعايده”!
اضافت الملحم: “لذا نقول للكويت ولحكومات دول مجلس التعاون الخليجي: راقبوا أموال الخُمس، تلك التي تُعرف مواردها ولا تعرف مصارفها على وجه الدقة، راقبوها بطريقة محاسبية متقنة ليعرف فيما صرفت، وامنعوا خروج أي شيء منها إلى خارج أوطاننا، شيعة الخليج أولى بأموالهم من شيعة الخارج، ولئلا تضل هذه الأموال طريقها فيدعم بها جيش حزب الله الكويتي وأمثاله من التنظيمات المسلحة، كميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من المرجعيات الدينية في العراق، وهي المتورطة بجرائم حرب ضد المدنيين الأبرياء في العراق، الذين يُقتلون بدم بارد، بذرائع قتال تنظيم داعش، فإذا المستهدف بالقتل والتهجير أهل السنة الذين أُجلوا من قراهم ومدنهم كما حدث في ديالى!
ولفت الكاتب الى ان تنظيم داعش عدو ظاهر، يكشف أوراقه، يعلن نواياه، بلا مواربة أو مخاتلة، ومحاربته مطلوبة، لكن الخوف كل الخوف ممن يدعون الولاء لنا وهم خناجر مسمومة في خواصرنا، كما جيش حزب الله وفروعه المتخفية داخل أوطاننا، والموجودة قبل ظهور تنظيمات القاعدة والنصرة وداعش، وإذا نسينا فالتاريخ لا ينسى استهدافهم لموكب أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، ولا اختطافهم للطائرة الجابرية وقتل بعض ركابها، ولا تفجيرهم للمقاهي الشعبية في الكويت، ولا تجنيدهم العصابة المُجرمة التي فجرت نفق المعيصم في البلد الحرام والشهر الحرام في مكة المكرمة، وهي الجريمة التي لم يسبقهم إليها سوى أسلافهم القرامطة الذين استباحوا الحرم، وأرقوا دماء الحجيج؛ ونهبوا الحجر الأسود.
اضاف “الكاتب القطري الأربعاء 12 أب 2015 تاريخ يجب ألا يُنسى، حيث اكتشاف هذا الكم الهائل من الأسلحة، وأطنان المتفجرات، وقاذفات الصواريخ، والرشاشات، والبنادق الآلية، والقنابل اليدوية، التي لم تُدخّر لتعرض في متحف، وإنما ليقاتل بها من أعدّت لهم، ومن ألقي القبض عليهم ليسوا إلا طرف الخيط، وما لم يُلقَ القبض على البقية الباقية فالتهديد باقٍ ومستمر بانتظار تعويض ما تمّ ضبطه، يحدث هذا في ذات الفترة التي اكتشفت فيها السلطات البحرينية شحنات أسلحة ومتفجرات لدى تهريبها للبلاد من ذات الراعي والمموّل والمستفيد، وفي ظل استهداف رجال الأمن البحرينيين، وأحسب أن في كل بلد خليجي مخابئ لم تكتشف بعد، وربما تفوق تلك التي رأيناها في الكويت.
واعتبر الكاتب ان ما حدث في الكويت ليس جرائم جنائية معتادة، أو حيازة أسلحة غير مرخصة ليطبق عليها قانون مثيلاتها، وإنما قضايا أمن دولة، يجب أن تتبع بتصعيد دبلوماسي ضدّ الدول الداعمة، ليس أقلها سحب سفراء الكويت من طهران وبيروت، وإيقاف كل دعم للدولة اللبنانية المتهاونة مع تنظيم حزب الله، لئلا تمرّ الحادثة مرور الكرام، وما لم يُطبّق على هؤلاء المُفسدين شرع الله بتعليقهم على أعواد المشانق، وصلبهم أيامًا، سنرى في المستقبل الأسوأ من الحقد والكيد الصفوي الأسود.