شنَّ الكاتب الصحفي الموالي للنظام المصري، سليمان الحكيم، هجوما عنيفا على كبار قادة القوات المسلحة، والرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء عبد العاطي، صاحب اختراع علاج “فيرس سي”، متهما إياه بخداع الشعب، برعاية كاملة من القوات المسلحة وكبار قادتها.
وقال الحكيم في مقال نشرته صحيفة “المصري اليوم”، بعنوان: ” دعونا ننفخ في الزبادي!”، أنه ” ورغم الخديعة التي وقعنا فيها جميعا بقينا مؤيدين للجيش ومرشحه الرئاسي، رغم نزوله الساحة بدون برنامج انتخابى سوى شعار إنشائي يقول فيه (مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا)”.
وأضاف سليمان في مقاله، أنه بمجرد أن تبوأ الرئيس السيسي مقعده الرئاسي في حفل امبراطوري أقيم في قصر القبة، ” حتى بدأ في سلسلة من الإجراءات التي تشى باتجاهه بعيدا عن الشعب الذي شعر ذات يوم تجاهه بالأسى لأنه لم يجد من يحنو عليه ويرأف به، فرفع الدعم عن الضروريات، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، وتوانى عن استرداد الأموال المنهوبة، وأسرف في تدليل رجال الأعمال على حساب الفقراء”، على حد قول الكاتب.
واستذكر الكاتب في مقاله، الضجة الإعلامية التي رافقت الإعلان عن اختراع علاج “فيرس سي”، علي يد اللواء دكتور عبد العاطي، قبل أن يترشح الرئيس السيسي للانتخابات، حيث كان على رأس القوات المسلحة ويشغل منصب وزيرا للدفاع.
وقال سليمان أنه “رغم أن هيئة اللواء دكتور عبدالعاطى أو طريقة كلامه لم تكن توحي بأي قدر من الثقة أو الطمأنينة، إلا أننا صدقنا بشارته لنا بالقضاء على فيرس سى والإيدز معا، عبر جهازه الأعجوبة الذي سبق به (أديسون) صاحب المائتي اختراع أقلها المصباح الكهربائى”، مضيفا “صدقنا الرجل لمجرد أنه كان يرتدي الزي العسكري ويحمل على أكتافه رتبة اللواء، فهو إذن ينتمى إلى المؤسسة العسكرية العتيدة التي يربأ الشرف العسكري بأبنائها عن الوقوع في وهاد الكذب والتضليل”.
وتابع سليمان قائلا: “وتسابقنا- نحن الكتاب والإعلاميين من (عبيد البيادة)- في الإشادة بالجهاز الأعجوبة، وروجنا له باعتباره هدية من قواتنا المسلحة إلى الشعب الذي أضناه المرض اللعين، وتعرضنا في سبيل ذلك لكل أنواع السباب والشتائم والاتهام بالجهل والتضليل من خصوم (العسكر) وأعداء الوطن والوطنية”.
واستتنتج الكاتب من التجربة التي خاضها سابقا، قائلا: أنه “وبمرور الأيام ثبت أن اتهاماتهم لنا كانت في محلها، ولم تكن محض افتراء بعد أن اكتشف الجميع خداع عبدالعاطي لنا تحت مظلة ورعاية كاملة من القوات المسلحة وكبار قادتها أن ذاك الذين منحوه رتبة اللواء، وألبسوه ملابس الشرف وزجوا به ليكون فرس الرهان في حملة الانتخابات الرئاسية”.
واختتم الكاتب مقاله معتبرا أن اللواء دكتور عبدالعاطى هو “فاتحة الكتاب ولم يكن مجرد شخص عابر أدى دوره الطارئ ومضى إلى حال سبيله، داعيا كل صاحب عقل وضمير أن “يتوخى الحذر فيما يرى ويسمع عن مشروعات يبشرنا بها هؤلاء حتى لا يرتكب مرة أخرى خطيئة التهليل والتطبيل دون تمحيص أو تفكير، عملا بالمثل القائل (اللى اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادى).. فلا تلومونا بالنفخ في الزبادي بعد أن احترقت ألسنتنا بنار الكفتة!”.
يُذكر أن سليمان الحكيم، كان أحد الكتاب المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي وسياساته بقوة، ولم يخف ذلك عبر كتاباته أو لقاءاته التليفزيونية، وظل قلمه سوطا يجلد به كل من يعارض السيسي حتى انقلب عليه، بعد تعرضه للإهانة على يد أحد أفراد القوات المسلحة على أحد الكمائن، على حد قوله.