شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، معاركا خلال الأيام الماضية بين صفحات تهتم بحقوق المرأة، وأخرى مناوئة لها تتبنى الأفكار الذكورية، والموضوع الذي أثار جدلا كان حول حرية الفتيات في ارتداء ملابس مكشوفة وخفيفة داخل المنزل أمام أفراد الأسرة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبعد أن أشارت ناشطات نسائية إلى معاناة الفتيات في عدم توافر الحرية الكاملة في ارتداء الملابس أمام الأب أو الأشقاء الذكور مع موجة الحر القاسية، وذلك لأسباب أخلاقية ودينية، فقد رأين أنه “من حق الفتاة ارتداء ملابس تتناسب مع حرارة الجو في المنزل أمام أفراد الأسرة أسوة بالأشقاء الذكور، رافضين المخاوف الذكورية الرافضة لذلك، وواصفين هذا الرفض بالكبت الجنسي”.
وقد تطورت المناقشات، لاسيما بين صفحة “ثورة البنات” المعبرة عن أفكار تحررية للفتاة، وصفحة “متعبرهاش” التي تعمل على عدم الاهتمام بأي كائن أنثوي، حيث كانت انطلاقة الخلاف عندما تحدثت الناشطة غدير أحمد عن إجبار الأهالي لبناتهن بارتداء ملابس محتشمة في المنزل احتراما لمشاعر الأب والأشقاء، وأن هذا الإجبار يخلق فتيات مكبوتات، لافتة إلى أن هذه الملابس المحتشمة لا تمنع أي سلوك شاذ يحمل إثارة من جانب الأخ وأحد أفراد العائلة للفتاة، في ظل زيادة حالات الاعتداءات الجنسية الأسرية على حد قولها. حسب ما نشرته شبكة “أرم” الإخبارية.
الغريب في هذه المعركة أن الانتقاد الموجه للناشطات المتبنيات فكرة حرية الفتاة في ارتداء ملابس حفيفة بالمنزل، جاء من فتيات أخريات، رافضين تلك الأفكار التي وصفوها بالبعيدة عن الدين، مشيرين إلى عدم اتفاق هذه الأفكار مع القرآن والسنة، مؤكدين أنه لا صحة لمساواة الرجل بالمرأة.
وقال بعض الشباب إن “هذه الأفكار لا علاقة لها بالحرية التي يتم ادعاؤها من جانب الصفحات الأنثوية، وأنها أقرب للتطرف والعمل للقضاء على الرجل”، فيما ردت بعض الفتيات، أنهن “يرتدين ما يحلو لهن في المنزل، وأن المخاوف الخاصة باعتداءات جنسية أو رفض ارتداء هذه الملابس خوفا من فتنة الأب والأشقاء تتعلق بالمرضى النفسيين”.