كشفت السلطات اللبنانية تفاصيل عملية اعتقال القيادي السلفي المتطرف أحمد الأسير المثير للجدل في عملية أمنية جرت بالصدفة خلال محاولته السفر من بيروت إلى نيجيريا عبر مصر.
وقال مسؤولون لبنانيون، إن الأسير ألقي القبض عليه في مطار “الشهيد رفيق الحريري” ثم أحيل للسلطات المعنية للتحقيق معه. موضحين أنه كان ينوي السفر مستخدماً “وثيقة سفر فلسطينية مزورة باسم رامي عبد الرحمن طالب بعدما غيَّر شكله”، في حين أن تأشيرته للدخول إلى نيجيريا “كانت صحيحة”.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن القوى الأمنية أعادت فتح “الطريق السريع” الشرقي لمدينة صيدا في الاتجاهين، بعد أن قطعه أنصار الأسير لفترة قصيرة احتجاجا على “اعتقاله”.
السلطات الأمنية ووسائل الإعلام في لبنان، كشفت أن الأسير كان قد خضع لعمليات تجميل أدت إلى تغيير شكله الخارجي كليًا، وبدلت كلّ معالمه، وأبرزها أنه حلق لحيته، لكنه احتفظ بنظارته المميزة التي اعتاد أن يضعها خلال خطاباته النارية الشهيرة.
وقالت بعض المصادر، إن الأسير بالنظر إلى التبدل الكبير في شكله، استطاع اجتياز نقطة الأمن العام، ولكن جرى التحقق من هويته بعد وقت قصير من خلال بصمة عينيه، فجرى اللحاق به وتوقيفه، حيث بادر عناصر من الأمن العام إلى صعود الطائرة قبل وقت قصير من إقلاعها، واعتقلوا الأسير ورفيقه الذي يحمل هو الآخر جواز سفر مزور باسم خالد صيداني.
“الصيد الثمين”
وفي الوقت الذي يجري فيه الأمن العام اللبناني التحقيقات الأولية مع الموقوف الذي وصف بـ«الصيد الثمين»، أكد النائب العام التمييزي القاضي “سمير حمود”، أنه تبلّغ رسميًا من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتوقيف الأسير، وتنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه عن القضاء العسكري.
ونقلت “الشرق الأوسط”، عن حمود قوله “طلبت من مفوض الحكومة إجراء فحوص الحمض النووي (DNA) بشكل سريع للموقوف للتثبت علميًا وجينيًا من أنه الأسير فعلاً”. موضحا أن “هناك قرارًا اتهاميًا سبق وصدر بحقه عن قاضي التحقيق العسكري، ما يعني أن ملفه القضائي متكامل ولا يحتاج إلى وقت طويل لمثوله أمام المحكمة، لكن لا بد من إجراء تحقيق أولي وتأسيس محضر يكون مستندًا أساسيًا للاستجواب الذي سيخضع إليه الأسير أمام المحكمة العسكرية في محاكمة علنية».
وأكد النائب العام التمييزي، أن “المحكمة العسكرية هي التي تقرر ما إذا كانت ستفصل ملفه عن ملف الموقوفين في أحداث عبرا أم ستلحقه به، ما دامت المحاكمة باتت في مراحلها النهائية”.
من التخفي إلى المعتقل
وباعتقاله أمس في بيروت، تطوى صفحة شخصية مثيرة للجدل شغلت الرأي العام اللبناني لعدة شهور، حيث ظل الأسير طليقا منذ الاشتباكات، التي اندلعت بين أنصاره والجيش اللبناني عام 2013، والتي أدت إلى مقتل 17 جنديا على الأقل.
وأشرف الأسير، على مشاركة أتباعه في القتال إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا، ردا على مشاركة مقاتلي حزب الله في العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري ضد المسلحين.
وانتقد الأسير، عدة مرات مواقف حزب الله الشيعي من السنة في لبنان، وما وصفه بالتحيز الطائفي ومشاركته في قتل السنة في سوريا عبر إرسال جنوده للقتال مع النظام السوري.
وكان الأسير، مطلوبا على ذمة قضية تعود إلى يونيو/حزيران 2013، عندما قبض على أحد أتباعه وفي سيارته أسلحة غير مرخصة، عند نقطة تفتيش عسكرية في مدينة صيدا الواقعة على نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة بيروت.