عمدت قناة سكاي نيوز الاماراتية خلال الايام الماضية الى شن حملة شعواء ضد المقاومة اليمنية التي يعد احد ابرز اطرافها حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي يمثل جماعة الاخوان المسلمين في اليمن.
واستضافت القناة التي يمولها ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد في عديد نشراتها ضيوفا إماراتيين ويمنيين يعيشون في الامارات على نفقة بن زايد حيث هاجموا المقاومة اليمنية وحزب التجمع.
وقال موقع (الجمهور) إن هناك مخططا اماراتيا مع جماعة الحوثي والمخلوع علي صالح لتشويه المقاومة والتخويف من جماعة الاصلاح.
ونقل الموقع عن مصادر اماراتية رفيعة أن ابو ظبي تعيش قلقا كبيرا بسبب التطورات الأخيرة في اليمن، التي تمكنت خلالها المقاومة الشعبية من دحر الحوثيين في مدينة عدن، فيما بات الحوثيون على وشك الانسحاب أيضا من صنعاء بموجب اتفاق مع الأطراف الأخرى بعد الخسائر التي تكبدوها.
وظهر القلق الإماراتي عبر التصريحات التي جاءت على لسان الإعلامي الإماراتي علي بن راشد النعيمي، الذي يرأس تحرير موقع “بوابة العين” التابع لجهاز الأمن الإماراتي، حيث قال النعيمي إن المقاومة الشعبية تسيطر عليها حركة الإصلاح، التي تمثل جناح الإخوان المسلمين في اليمن.
ومعروف أن النعيمي كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة الاتحاد الحكومية في أبوظبي، وهو أحد أبرز الإعلاميين المحسوبين على السلطة في أبوظبي، والمقربين من محمد بن زايد.
وقال النعيمي لقناة سكاي إن المقاومة الشعبية وحركة الإصلاح الإخوانية حلفاء لإيران، في الوقت الذي يعلم الجميع بأن حلفاء إيران في اليمن هم الحوثيون وليس الإخوان، وأن كلاهما يحارب الآخر.
وطالب النعيمي بـ”التصدي لمخططات للإخوان المسلمين التي تدعمها إيران، وترمي إلى استغلال الإنجازات التي تحققها القوات الشرعية في اليمن، للانقضاض على السلطة”.
واضاف “يجب الحذر من ضرورة الحفاظ على “النصر الذي يتطلع إليه الشعب اليمني”، لا سيما أن تجارب كثيرة شهدتها بعض الدول العربية تشير إلى أن بعض الجهات تحاول “قطف ثمار” إنجازات الشعب.
وأشار النعيمي إلى أن بعض التقارير تفيد بأن مليشيات الحوثي شرعت في تسليم بعض المديريات والقرى إلى “حزب الإصلاح الإخواني”، في إشارة إلى محافظتي تعز وإب.
ولفت الى أن “تنظيم الإخوان اعتاد التسلق على دماء الآخر وتضحيات الآخرين للوصول إلى السلطة”، مشيرا إلى تجربة الإخوان في مصر خلال “ثورة يناير” وبعدها، وتجربة الجماعة في العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، متناسيا دور الإمارات في الإطاحة بحكم صدام.
وخلص رئيس تحرير “بوابة العين الإخبارية” إلى أن عملية تسليم الحوثي لمديريات وقرى يمنية لحزب الإصلاح يأتي “في إطار تنسيق إيراني يخدم استراتيجية طهران”.
وتفضح تصريحات النعيمي حالة القلق التي تعيشها الإمارات من الانتصارات التي تسجلها المقاومة الشعبية في اليمن، وهو القلق الذي يعزز الاعتقاد بأن الإمارات ربما تدعم صالح ورجاله بالفعل من أجل التصدي لانتصارات حركة الإصلاح، التي تمثل اخوان اليمن.
وقد تأكدت المعلومات التي كانت حتى الأمس القريب مجرد شائعات، ومفادها أن دولة الإمارات تدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو الملف الذي يبدو أنه محور الخلاف بين أبوظبي وعواصم أخرى في المنطقة، حيث ان الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه هادي منصور الذي زار الإمارات التقى عددا من الشخصيات اليمنية هناك، ليتبين أن القاسم المشترك الوحيد بينها هو أنها تدعم انفصال الجنوب عن الشمال، وليست مع وحدة البلاد.
والتقى الرئيس هادي مؤخرا في أبوظبي عددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية، من بينهم عبدالرحمن الجفري وهيثم قاسم طاهر وقاسم عبد الرب ولطفي شطارة وجميل مهدي وهادي المقفعي وعلي أحمد حسن وفيصل الصمة وسالم جبران والدكتور أمين الصوفي وعلي منصر، وآخرين.
والشخصيات المشار إليها، تعيش في أبوظبي على نفقة ولي عهدها، و جميعها بلا استثناء تدعو للانفصال، وهو ما يؤكد المعلومات التي يجري تداولها عن أن الإمارات تدعم التيار الانفصالي في اليمن، وتسعى إلى تقسيم البلاد إلى دولتين، واحدة عاصمتها صنعاء، والأخرى عاصمتها عدن.