سيطرت السياسة الخارجية على تصريحات المرشحين الجمهوريين المحتمليين إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية المقررة في 2016، وأحد أبرز القضايا التي تمحورت حولها أهداف السياسية الخارجية وكيفية التعامل مع تنظيم “داعش” وإبراز دور التحالف العربي السني في القضاء على هذا التنظيم.
هكذ استهل موقع “ثينك بروجرس” الأمريكي تقريره حول الإستراتيجيات التي يطالب بها عد من المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية لمواجهة خطر تنظيم “داعش”، بعنوان “أفكار المرشحين الجمهوريين الفعلية لهزيمة داعش”.
وأبرز الموقع إشادة الجمهوريين بخطاب الرئيس المصرى بشأن كيفية التصدى للتطرف الإسلامي، وإبراز دور مصر في القضاء على المتشددين بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير فإن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فلوريدا، مارك روبيو، اعتبر أن دور مصر محوري في عملية القضاء على تنظيم “داعش” في منطقة الشرق الأوسط.
واقترح روبيو في تصريحات لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية مؤخرا “أن تستخدم الولايات المتحدة دورها القيادي العالمي لإقامة جيش عربي من الدول السنية على رأسها الجانب المصري، وتشمل الأردن والسعودية، بهدف القضاء على داعش في سوريا والعراق”، معتبرا أن مفتاح القضاء على “داعش” هو تدمير عناصره القيادية في هذين البلدين.
وأشار الموقع إلى أن هذا النهج بالضبط، كان قد دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شهر فبراير الماضي، حيث أكد على ضرورة تشكيل تحالف عربي لحماية الدول العربية من خطر “داعش” في ليبيا .
كما شكلت السعودية في أبريل الماضي تحالف عربي لمحاربة الحوثيين في اليمن، ولكن مصر رفضت المشاركة بقوات برية هناك، واكتفت السعودية بقواتها جنبا إلى جنب مع مشاركة جزء من الجيش الإماراتي.
ويوصف روبيو، ذو الأصول اللاتينية، المولود عام 1971 لأبوين كوبيين هاجرا للولايات المتحدة في 1956، بأنه “النجم الصاعد” في الحزب الجمهوري، وكان أصغر سياسي يتولى رئاسة المجلس التشريعي لولاية فلوريدا، قبل انتخابه عضواً بمجلس الشيوخ.
ومن جانبه شدد حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، على ضرورة تمكين الحلفاء الإقليمين من حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وقيادتهم لجهود التصدى لـ”داعش”.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية في يوليو الماضي، قال كريستي “إن مصر والسعودية والأردن يرون أن تنظيم “داعش” يمثل تهديدا وجوديا، فهذه الدول لا تريد العيش في ظل دولة دينية متطرفة.
وأضاف “نحن بحاجة للتعاون معهم أكثر وأكثر، مما يسمح لهم بخوض معركة القضاء على تنظيم “داعش”.
وبصرف النظر عن فكرة تشكيل جيش عربي لمحاربة “داعش”، أشار عمدة ولاية “نيوجيرسي” إلى ضرورة تزويد الحلفاء الإقليميين مثل مصر والسعودية بمزيد من الأسلحة، مشيرا إلى أن واشنطن أنهت تعليق المساعدات العسكرية لمصر في مارس الماضي، فضلا عن تقديمها مساعدات عسكرية إضافية للسعودية.
ومن جانبه أشار السيناتور الجمهوري سكوت واكر، في حديثه إلى دور الرئيس السيسي وملك السعودية، ورئيس دولة الإماورات في الجهود الدولية المبذولة للقضاء على “داعش” واعتبرهم أصدقاء لأمريكا.
كما أشاد السيناتور تيد كروز، بنهج الرئيس المصري عبد السيسي في المنططقة قائلا “إن الرئيس باراك أوباما كان يجب أن يسير على درب نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى فى ما يتعلق بالتعامل مع المتطرفين الدينيين”.
وتساءل كروز “لماذا لا نرى رئيس الولايات المتحدة يظهر نفس هذا القدر من الشجاعة مثلما فعل السيسى، وذلك بأن ينطق فقط بالحقيقة عن وجه الشر الذى نواجهه فى وقتنا الراهن؟”.
وأضاف “نحتاج إلى رئيس يظهر الشجاعة التى أظهرها الرئيس السيسى ــ وهو مسلم ــ وهو يتصدى للإرهابين المتطرفين الإسلاميين الذين يهددون العالم”.
وأوضح الموقع، أنه فى فبراير الماضى، حذا عدد من المرشحين الجمهوريين المحتملين حذو السيناتور كروز، مشيرا إلى ما قاله مايك هوكابى، فى مقابلة مع قناة نيوز ماكس: “نشكر الرب على وجود الرئيس السيسى فى مصر”.
الموقع لفت النظر أيضا إلى ما قاله جيب بوش فى مقابلة مع شبكة “سى إن إن” الإخبارية الأمريكية، بأن”السيسى قدم خطابا رائعا عن التطرف الإسلامى”.
واختتم تقريره بالقول “من الواضح أن الطريق إلى هزيمة “داعش” معقد، ولذا فإن من يرث الرئاسة من أوباما في عام 2017 سرعان ما سيصدم بهذا الواقع”.