رجحت مصادر طبية مصرية، انتشار وباء فيروسي، في أنحاء البلاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، على خلفية تزايد عدد الوفيات التي خلفها الارتفاع المتصاعد لدرجات الحرارة منذ السبت الماضي، وهو ما نفته وزارة الصحة على لسان متحدثها الرسمي اليوم .
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، حسام عبدالغفار، لوكالة الانباء التركية “الاناضول”، إن عدد الوفيات وصل حتى مساء اليوم الأربعاء إلى 70 شخصًا، بالإضافة إلى 581 مصابًا، أغلبهم من كبار السن، نتيجة موجة الحر المنتشرة بالبلاد وقالت مصادر بوزارة الصحة المصرية (فضلت عدم الكشف عن هويتها) للأناضول، إن “مستشفيات الحميات في مصر، ومنها مستشفيان بوسط العاصمة، تلقتا عدة حالات تعاني من أعراض، منها ارتفاع درجة الحرارة، واشتباه في الإصابة بالحمى الشوكية، أو الالتهاب السحائي”.
وأشارت المصادر، إلى أن “وزير الصحة شكّل فريقًا لتقصي الحقائق حول حقيقة انتشار الفيروس، والعمل على مواجهته في العاجل، نظرًا لتزايد أعداد الوفيات بشكل مقلق”.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، إن “جميع حالات الوفاة والإصابة كان سببها الإجهاد الحراري”، لافتًا إلى أن ما أشيع عن وجود عدوى فيروسية منتشرة في مصر “لا أساس له من الصحة”.
وقال نائب مدير مستشفى حميات إمبابة (شمال الجيزة)، سمير عنتر، للأناضول، إن “جميع الحالات التي دخلت المستشفى منذ بداية ارتفاع درجات الحرارة، وحتى الأربعاء، كانت تعاني فقط من “الإجهاد الحراري”.
وأشار عنتر، إلى أن “الوفيات كان أغلبها من كبار السن، وأن الحمى الشوكية لا تتسبب بارتفاع في درجات الحرارة”. وأصدرت أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، منشورًا تطالب فيه المستشفيات بضرورة إخطار إدارة “مكافحة العدوى” بالوزارة، عند وصول حالة تعاني من ارتفاع درجات الحرارة. والتهاب السحايا أو الحمى الشوكية، هو التهاب الأغشية الدماغية (السحايا) المغلفة للدماغ والحبل الشوكي.
وتشبه أعراض هذا المرض في البداية أعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع، وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية، أو حمى البقع، وتشنج في عضلات الرقبة والظهر. ويصاب الإنسان أحيانًا في الحالات الشديدة بفقدان السمع، وفقدان الوعي، ومن ثم الموت، وتحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي. وتشهد مصر منذ مطلع الشهر الجاري تقريبًا، موجة حرّ شديدة، حيث تتراوح درجات الحرارة في القاهرة ما بين 36 و40 درجة مئوية، في حين وصلت في الأقصر وأسوان (جنوب) 45 درجة، أما على سواحل البحر الأبيض المتوسط (شمال مصر)، فتتراوح بين 30 و35 درجة. ومن المتوقع أن تستمر الموجة الحارة حتى منتصف شهر أغسطس/آب الجاري، على أقل تقدير، وفقًا لبيانات صادرة عن هيئة الأرصاد الجوية (حكومية).