قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وصل إلى الإمارات، أمس الأربعاء، وكان في استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دون أن تورد تفاصيل إضافية عن برنامج الزيارة.
فيما تناولت تقارير صحفية أنه قد تكون الزيارة لمناقشة آخر المشاورات قبيل انطلاق عملية “السهم الذهبي”، التي اعتمدها هادي لتحرير صنعاء، وتشارك فيها الإمارات بدور كبير مثلما شاركت في تحرير عدن؟، وهناك من قال إنها تأتي للتباحث حول مستقبل إعمار اليمن بعد التحرير.
في حين ذهب فريق آخر إلى أن هادي ذهب ليتساءل عن مصير أموال الرئيس المخلوع عبد الله صالح وابنه، والتي لا تزال في الإمارات ولم يتم تجميدها حتى الآن، كما رفضت الإمارات تسليم ابن عبد الله صالح أو رفع الحصانة عنه بناء على طلب هادي وحكومته الشرعية، بالرغم من أنها تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية باليمن !
دلالات وتكهنات بالأسباب الحقيقية لهذه الزيارة الرسمية وعن توقيتها، في ظل التقدم الذي تحرزه المقاومة الشعبية باليمن مدعومة بالتحالف العربي، وقرب معركة تحرير صنعاء. خاصة في ظل الحديث عن العديد من المبادرات والوساطات لحل الأزمة اليمنية حلًا نهائيًا يجنبها مزيدًا من الدماء والدمار.
فيما خشي نشطاء– وبشكل واسع– من مثل هذه الوساطات والمبادرات التي قد تطرحها أو ترعاها الإمارات “سيئة السمعة”- بحسب وصفهم- في وأد الثورات العربية ومحاربة حرية الشعوب.
تخوفات يمنية من تصرفات “هادي”
وأفصحت بعض المصادر التي تنتمي للحراك الثوري اليمني وشهدت وشاركت في الثورة اليمنية منذ اللحظة الأولى، عن تخوفها من الرئيس هادي، والذي تتسم كل ممارساته بالريبة منذ اللحظة الأولى، وتسبب في إجهاض الثورة اليمنية .
وقالت المصادر– التي رفضت ذكرت اسمها- في تصريحات خاصة لـ”شؤون خليجية”: إن هادي أيضًا هو من تحالف مع الحركة الحوثية حتى أسقط صنعاء بمشاركة وزير دفاعه محمد ناصر أحمد مشهور، أيضًا بنفس الشيء، وبعد سقوط صنعاء اتضح لنا أن الإمارات كانت تدعم سقوط صنعاء، وبعد سقوطها مباشرة طار وزير الدفاع المذكور إلى الإمارات .
ولذا أبدت المصادر تخوفها من أن يكون هناك تآمر جديد وتخشى من مثل هذه الزيارة، لأن الإمارات مازالت تحتضن ابن الرئيس المخلوع وتقوم بدور غير مطمئن، مضيفًا: “لذا صمتنا الآن نتيجة رغبتنا الملحة بضرب الحركة الحوثية أولًا، وبعدها لكل حادث حديث”.
وعن الضمانات التي يمكن أن تطمئن المقاومة الشعبية وأفراد الحراك الثوري في اليمن هذه المرة من ناحية هادي؟ وهل من الممكن أن يكون وجود السعودية في المشهد؟، أجابت : “السعودية في هذه المرحلة أقوى داعم لنا.. لكن يظل هناك تقصير من اليمنيين أنفسهم، إذ إن الخوف يسكن الجميع ولا تريد الأحزاب، وبما فيها الأحزاب الإسلامية، أن تتحمل مسؤوليتها ولو بالكلمة، وأنا هنا أقصد القيادات السياسية الكبيرة وليس الدينية أو القبلية أو القيادات الوسطية التي تقاتل الآن في كافة الجبهات”.
وأضافت: “لذا ستقع المملكة في ورطة لأنها تقاتل الآن بشرعية هادي، وعلى أساس تطبيق قرار مجلس الأمن 2216، وبعد السيطرة على الحركة الحوثية سنجد أنفسنا وبما فينا التحالف العربي مجبرين على تطبيق القرارات الدولية، التي تلزمنا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي رعته أمريكا ووضعت مخرجات وضعت اليمن تحت الفصل السابع، وحيدت الشريعة الإسلامية من الدستور لصالح قوانين الأمم المتحدة، وقسمت البلاد إلى أقاليم ستة على أساس هويات مختلفة، وغرست عوامل الصراع من خلال تقسيم غير عادل للثروة والسلطة بين الأقاليم، ومكنت الأقاليم من التحكم بثرواتها وعقد الاتفاقيات الدولية مع الشركات الأجنبية مباشرة للخدمات والتنقيب والاستثمار، وكل هذا سيؤدي إلى صراع قائم على أسس منطقية ومذهبية واقتصادية”.. واصفًا إياها بـ (الورطة الحقيقية).
نشطاء يحذرون من خيانة المقاومة
وجاءت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي حول زيارة هادي إلى الإمارات، لتحمل التخوفات نفسها من محاولة إجهاض حالة النجاح التي وصلت إليها المقاومة الشعبية وقوات التحالف، حيث قال عبد الله اليماني: “في وكر التآمر يا ساتر استر علينا بسترك الجميل .”
أبو حميد: “الله يستر على المقاومة من خيانته”– في إشارة للرئيس هادي.
وتدعو نسيم حسين قائلة: “يا رب ما يمكن لهم في أن يضيعوا دماء الشهداء هباء .”
فيما يعلق المتوكل ساخرًا: “ههههه يعني راح يستلم قيمة الإصلاح”– في إشارة لرموز حركة الإصلاح اليمنية السياسية الثورية الإسلامية.
يذكر أن مسؤولًا يمنيًا في وزارة الداخلية اليمنية قد أعلن اليوم الخميس، أن “الحوثيين وافقوا على تسليم العاصمة وحزامها الأمني لسلطات الدولة الشرعية”، مضيفًا أن “اللجنة الأمنية العليا (يهيمن عليها الحوثيون) عقدت اجتماعًا مشتركًا مع أنصار الله (الحوثيين) برئاسة وزير الداخلية (في سلطة الحوثيين) اللواء جلال الرويشان، وذلك لبحث آلية تسليم النقاط الأمنية والمنشآت الحكومية، والملف الأمني بكل جوانبه للجهات الرسمية في الحكومة”.
فيما تحرز المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي وقوات التحالف العربي تقدمًا ملحوظًا في المحافظات المحيطة بصنعاء، مما يفتح الطريق لخوض معركة التحرير والحسم- إذا لم تستلم ميليشيات الحوثي- بعدما اعتمد هادي عملية “السهم الذهبي” لتحرير العاصمة من أيدي ميليشيات الحوثي الشيعية المسلحة وقوات المخلوع علي عبد صالح، والتي تسيطر على صنعاء منذ سبتمبر 2014.
شؤون خليجية