رفض أطباء إسرائيليون إخضاع المعتقل الفلسطيني المضرب عن الطعام محمد علان للتغذية القسرية، في تحد للقانون الإسرائيلي الذي يسمح بالتدخل عندما تتعرض حياة المعتقل للخطر.
وقال محامي المعتقل جواد بولص، إنه زاره الاثنين في سجنه الإسرائيلي، مؤكدا أنه لم يتعرض بعد للتغذية القسرية.
ورفض علان الطعام، بما فيه تناول الأملاح والفيتامينات والمكملات الغذائية، خلال الأيام الـ 56 الماضية احتجاجا على سجنه دون محاكمة، والمعروف باسم الاعتقال الإداري.
ويسمح القانون الاسرائيلي باعتقال مشتبه فيه لستة أشهر، من دون توجيه تهمة إليه بموجب اعتقال إداري قابل للتجديد لفترة غير محددة زمنيا من جانب السلطات العسكرية.
واعتقل علان البالغ من العمر 30 عاما في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014، ودخل في إضراب مفتوح عن الطعام في سجن النقب الصحراوي، احتجاجا على اعتقاله الإداري الذي تم تمديده مرتين بتهمة الانتماء إلى تنظيم “الجهاد الاسلامي”.
ويخضع 379 معتقلا فلسطينيا للاعتقال الاداري من أصل 5686 في السجون الاسرائيلية.
الإطعام القسري
وأوضح المحامي أن وضع علان الصحي “صعب للغاية، وأشار محامي علان إلى أن إدارة السجون تبحث عمليا عن طبيب مدني يكون مستعدا للقيام بتنفيذ هذا الأمر في أحد المستشفيات الاسرائيلية.
وقال بولص إنه التقى الطاقم الطبي المسؤول المباشر عن علان، وتم إبلاغه أنه لا يوجد أي واحد منهم مستعد لتطبيق قانون التغذية القسرية عليه.
وفي تموز/يوليو، صادق البرلمان الاسرائيلي على قانون يتيح الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام حين تكون حياتهم معرضة للخطر أو يواجهون مشاكل صحية مزمنة، الأمر الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية والمدافعون عن حقوق الإنسان أنه بمثابة تشجيع على “التعذيب”.
وضع صحي متدهور
ويعاني علان من ضعف كبير في النظر، وعدم قدرة على الحركة، ويتقيأ دما بسبب طول امتناعه عن الطعام، وفقا للمحامي.
وقال الأخير إن علان محتجز في مستشفى برزلاي في عسقلان داخل غرفة للعناية الفائقة، وهو محاط بستة حراس، ومكبل من قدمه اليمنى ويده اليسرى في السرير.
وأضاف أن المعتقل يرفض إجراء أي نوع من الفحوصات الطبية ويرفض العلاج.
وأمرت السلطات بنقل المعتقل من مستشفى سوروكا في بئر السبع حيث كان محتجزا منذ 18 حزيران/يونيو، إلى مستشفى برزلاي، بعدما قال الأطباء في سوروكا إنهم سيتجاهلون تعليمات بإجباره على تناول الطعام، رغم التشريع الذي صدر الشهر الماضي.
وأوضح الأطباء في برزلاي أيضا أنهم لن ينفذوا آلية الإطعام القسري بعد تعليمات من الجمعية الطبية الاسرائيلية لأعضائها، بأن ذلك سيكون بمثابة تعذيب.
وقال مسؤولون في المستشفى إن الطاقم الطبي قد يتدخل في حال فقد علان وعيه.
وأوعزت الحكومة الإسرائيلية إلى مصلحة السجون إقامة غرفة طوارئ للتعامل مع حالات مماثلة في المستقبل، وفقا لقناة التلفزيون الإسرائيلية الثانية.