ألقت الإذاعة الألمانية “dw” الضوء على ظاهرة التحرش التي انتشرت في مصر وخاصة في الأعياد والمناسبات، مشيرة إلى أن تلك الظاهرة في ازدياد وهو الأمر الذي ينذر بكارثة.
وعلقت الإذاعة، في تقرير لها، على أن أغلب المتحرشين من الأطفال دون سن السادسة عشرة، مستغلين قدرتهم على الإفلات من العقاب، محذرة من أن هذا قد يخلق أجيالًا من المتحرشين الصغار.
واستشهدت الإذاعة بتصريحات العقيد نشوى محمود التي تعمل بإدارة مكافحة العنف ضد المرأة، حيث قالت إن أغلب المتحرشين أطفال في سن 12
سنة، مضيفة أن الفئات العمرية فوق العشرين يتسمون غالبا بالرزانة. فيما كشفت حملة “امسك متحرّش” أن 39 في المائة من المتحرّشين في مصر هم من الأطفال، وأغلب بلاغات التحرش وردت من أطفال، تخطت نسبة 52 في المائة. وفسًر الدكتور فؤاد السعيد، الخبير في علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في حديثه مع DW عربية الأبعاد النفسية لهذه الظاهرة قائلاً: “الطفل في هذا العمر يميل إلى الانفصال تدريجيًا عن القيم الاجتماعية المستقرة في المجتمع كنوع من تحقيق الذات بمخالفة الأعراف الاجتماعية، بصرف النظر عن وجود دافع حقيقي أم لا”.
وأضاف: “كما أنه من المعروف أن الصبي يهتم برأي أقرانه فيه بصرف النظر عن الكبار ويميل إلى أن يسلك نفس الطريق”. ويشرح: “وينجرف إلى سلوك القطيع الذين يتحركون مع بعضهم في المناسبات الاجتماعية”.
وأشار إلى أن هذا مؤشر على بدايات البلوغ والاهتمام بالجنس الآخر. أمًا التفسير الاجتماعي للظاهرة، فيرى السعيد أنه نابع من الخصوصية للمجتمع المصري: “الريف يشهد من حين لآخر حالات تحرش ولكنها محدودة”.
ويرى السعيد أن الأطفال المتحرشين من المناطق العشوائية يتحرشون بالفتيات التي يبدو من مظهرهن أنهن ينتمين إلى طبقة أعلى، مفسرًا ذلك بأنه شعور بالاغتراب تجاه أفراد الطبقة الأرقى، وأنهن منفلتات أخلاقيًا، أي تنفيس الحقد تجاه هذه الطبقات، حسب السعيد.