ظلت المشروبات الغازية وخاصة كوكاكولا المشروب الأول في العالم لسنوات عديدة، لكن مع انتشار أمراض السمنة والقلب والشرايين وضغط الدم، توصل العلماء إلى أن المشروبات الغازية مضرة بالصحة.
ومع سهولة الوصول إلى المعلومة في عصر الإنترنت، ازداد الوعي بأهمية المحافظة على نظام غذائي صحي يتجنب مخاطر الإصابة بأمراض تسببها بعض المشروبات السكرية مثل كوكاكولا.
ولتحذير المستهلكين، تشير بعض الأبحاث إلى أن الصودا، وهي ضمن مكونات كوكاكولا، تستخدم في مساحيق التنظيف المنزلي.
ومع استمرار الحملات الصحية ضد كوكاكولا، تدخلت الشركة، باتخاذ عدة إجراءات كان من بينها تطوير منتج جديد لا يحتوي على أية سعرات حرارية، لكنه ظل أيضا محور جدل كبير.
حملة كوكاكولا
وقد اتجهت كوكاكولا إلى التعبئة المضادة، فأنشأت شركة “لا تسعى إلى الربح”، أطلقت عليها اسم “الشبكة العالمية لتوازن الطاقة”.
و اتهم خصوم كوكاكولا الشركة الجديدة بأنها مجرد منصة إعلامية لعلماء التغذية، الذين وفرت لهم الشركة الأم التمويل والدعم اللوجيستي بهدف إقناع الرأي العام بأن المخاطر الصحية ليست في تناول المشروب، وإنما في عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
ونشرت الشركة مقطع فيديو لنائب رئيس المجموعة ستيفين بلير قال فيه “لا يوجد دليل قاطع” أن كوكاكولا مسؤولة عن المشاكل الصحية.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، في تحقيق حول الموضوع، إن العلماء الذين تمولهم الشركة اتخذوا كل وسائل الإعلام المتاحة منبرا لإقناع الناس أن مصدر السمنة هو الرغبة المفرطة في تناول الطعام، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
لكن خبراء في التغذية، بحسب التقرير، اعتبروا الحملة “مضللة” واتهموا المشروبات السكرية بالمسؤولية عن انتشار السمنة ومرض السكري.
وقال أحد الخبراء القانونيين إن كوكاكولا أطلقت هذه الحملة بسبب “انخفاض حجم مبيعاتها”.
ماذا يحدث لجسمك عند تناول كوكاكولا؟
انتشر على نطاق واسع انفوغرافيك للصيدلي المعروف نيراج نيك يوضح، بحسب رأيه، تأثير مشروب كوكاكولا خلال الساعات الأولى من تناول قنينة واحدة.
خلال الـ10 دقائق الأولى
تدخل جسدك حوالي 10 ملاعق صغيرة من السكر، وهي تمثل النسبة الكاملة لما يحتاجه الجسم يوميا من السكر.
لا تشعر بالغثيان جراء تناول هذه الكمية كبيرة بسبب احتواء كوكاكولا على نسبة كبيرة من الفوسفوريك.
بعد 20 دقيقة
ترتفع معدلات السكر في الدم.
كيف يتصرف الكبد؟
يضطر الكبد إلى تحويل السكريات إلى دهون.
بعد 40 دقيقة
يمتص الكافيين كاملا وتتسع حدقة العين، وترتفع معدلات ضغط الدم فيضطر الكبد إلى ضخ كميات أكبر من السكر في مجرى الدم.
بعد 45 دقيقة
يفرز الجسم هرمون الدوبامين ويصبح له على تأثير على الدماغ يشبه تأثير مخدر الهيروين.
بعد ساعة كاملة
تزداد الحاجة إلى التبول بسبب إدرار الكافيين للبول. يتم إخلاء الكالسيوم والماغنسيوم والزنك المتوجهين إلى العظام.
إثر ذلك..
تصبح كثير أو بطيء الانفعال مع بدء الشعور بحالة الهبوط السكري.
تكون قد استنفذت الماء الموجود في المشروب، لكن قبل تحويله إلى قيمة غذائية يستفيد منها الجسم.
احذر الفركتوز
يقول الصيدلي على مدونته إنه لاحظ أن الكثير من الناس يزداد وزنهم، رغم اتباعهم نظاما غذائيا قاسيا. وهذا دفعه كصيدلي إلى البحث عن أسباب أخرى لزيادة الوزن غير الدهون.
واكتشف بعد إجراء مجموعة من الأبحاث أن عنصر الفركتوز الموجود في الأغذية والمشروبات المصنعة مسؤول عن الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.
وكتب على مدونته أن الكثير من الناس لا تدرك خطورة تناول هذا العنصر بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن العديد من الوجبات الجاهزة والسريعة والمشروبات السكرية، بل حتى الأغذية الصحية تحتوي على هذه المادة.
ويؤكد أن الشركات المصنعة لأغذية لا تحتوي على السكر تضيف الفركتوز لأنه يعطي مذاقا حلوا.
الرياضة وحدها غير كافية
يرفض منتقدو كوكاكولا فكرة أن التمارين الرياضية وحدها كفيلة بإنقاص الوزن والحماية من الأمراض المرتبطة بتناول الطعام. وكتب أرون كارول في مقال بصحيفة نيويورك تايمز بعنوان “لتفقد وزنك، قلة الطعام أهم بكثير من الرياضة”.
ورأى أن التمارين تحرق القليل جدا من السعرات الحرارية على عكس ما يظنه الكثير من الناس، وأعطى مثلا على ذلك: أنت تحتاج إلى نصف ساعة من السباحة أو الركض لحرق 325 من السعرات الحرارية فقط.
لكن المشكلة هي أنك لا تضمن استمرارية أداء التمارين.
ما هو الحل الأمثل إذن؟
كتب كارول: تجنب تناول قنينتين من الصودا يوميا.
عن (راديو سوا)