تستعد الدولة المصرية لاستقبال وفود سياحية إيرانية خلال الاشهر الثلاثة المقبلة (كانت) قد ثارت عليهم في عهد الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي و(رضت) عنهم في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في مفارقة غريبة للأمر بعد أن شهدت العلاقات توتر على مدار السنوات الماضية. حسب ما ذكره مسؤول مصري في وزارة السياحة.
وقال المسؤول إن مصر ستستهدف نحو 50 ألف سائح إيراني بنهاية العام، على أن تصل الأعداد إلى 200 ألف سائح بنهاية العام المقبل.
وبحسب المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، “أرسلنا تعليمات إلى غرفة شركات السياحة التابعة للاتحاد المصري للغرف السياحية، بالموافقة على تنظيم رحلات سياحية لعراقيين وإيرانيين، على أن يتم تحصيل 85 دولاراً عن الفرد الوافد لصالح وزارة المالية”.
وأضاف المسؤول أنه سيتم تفعيل الاتفاقات التي تم إبرامها في بداية عام 2013، عقب زيارة وزير السياحة السابق، هشام زعزوع، إلى طهران خلال تلك الفترة.
ولفت إلى أنه في حال نجاح مصر في جذب 200 ألف سائح خلال العام المقبل، فإن الإيرادات المتوقعة سوف تزيد على 250 مليون دولار، خاصةً أنها سترفع معدلات الإشغالات في مناطق جنوب البلاد التي تعاني انحساراً كبيراً في التدفق السياحي على مدار السنوات الأربع الماضية، مشيراً إلى أن إنفاق السائح الإيراني مرتفع، بالنظر إلى الدول التي يزورها، ومنها تركيا والإمارات وماليزيا.
واضطر نحو 270 فندقاً إلى التوقف عن العمل في المناطق السياحية الجنوبية، كما بلغ الدخل السياحي لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري 3.3 مليارات دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ورأى المسؤول، كذلك، أن السياحة الإيرانية مثل غيرها من السياحات الأخرى الوافدة لمصر، مضيفاً: “نتفاوض مع الشركة القابضة لمصر للطيران (حكومية) على تسيير رحلات إلى طهران من الأقصر وأسوان جنوب مصر”.
وأكد أن الدخل السياحي المحقق، خلال النصف الأول من العام الجاري، لا يزال ضعيفاً للغاية، رغم زيادته قياساً بالفترة نفسها من العام الماضي، موضحاً أنه في ظل هذه المؤشرات لن تزيد الإيرادات المتوقعة على 7 مليارات دولار بنهاية العام، مقابل 7.3 مليارات دولار خلال 2014.
ولاقت هذه الخطوة هجوماً حاداً من تيارات دينية محسوبة على التيار السلفي وسياسيين معارضين إبان حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، على اعتبار أن إيران تسعى إلى استغلال التقارب مع مصر لنشر المذهب الشيعي.
ووقع البلدان في بداية 2013، اتفاقية للتعاون السياحي نصت على تسيير رحلات سياحية بين الدولتين عن طريق شركات القطاع الخاص أو مكاتب خدمات السفر والسياحة.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قد قطعت قبل نحو 35 عاماً، إثر اعتراض طهران على توقيع مصر لمعاهدة السلام مع “إسرائيل”.
وشهد شهر مارس/آذار 2013، أول رحلة طيران بين القاهرة وطهران منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وهاجم سلفيون منزل القائم بأعمال السفارة الإيرانية في مصر بداية 2013 خلال فترة تولي الرئيس الأسبق، محمد مرسي؛ احتجاجاً على السماح للإيرانيين بزيارة البلاد؛ ما دفع السلطات المصرية آنذاك إلى إعادة النظر في هذا الملف، إلا أن الخطوات المتخذة من قبل السلطات الحالية لم تلاق احتجاجاً مشابهاً.