في مثل هذه الأيام .. ترجع بنا الأيام لعام 2013.. بالأخص في الفترة التي تسبق أحداث “فض رابعة”.. وكيف استطاع الإعلام المصري التأثير على جموع الشعب لتأييد فكرة أن فض الاعتصام لن يتم إلا بالقوة…
وحاول الإعلام المصري باستخدام كافة الوسائل والأشكال وتطويع الصوت والصورة، وإلصاق كل المشكلات التي تحدث في المجتمع باعتصام رابعة، وانهم السبب في توقف حركة السياحة، والمواصلات، وانتشار الغلاء، والإرهاب.
وخرجت الخطب من المنابر الإعلامية لتنادي بفض ذلك الاعتصام بالقوة.. لأن هذا الطريق الوحيد لبداية الإصلاح…..
وعندما تنظر حولك.. وتمعن النظر حول ما يشهده العلم اليوم.. وأنت على طرف الكرة الأرضية.. سيكتشف كمية الصراعات الموجودة بالعالم.. في كل قطر وشبر ودولة.. فالجميع يسعى بكل السبل ليفرض نفوذه.
ومصطلح “السيطرة” ليس محصلة اليوم، ولكن حصيلة تراكم خبرات وتجارب.. بدأت عملية السيطرة تأخذ مسارها عن طريق “غسيل المخ” و”الحرب النفسية”.. وكان أول من استخدم تلك الطريقة هو جوزيف جوبلز؛ وزير الدعاية لـ”هتلر” ليسير العالم بعد ذلك على خطاه.
وكان جوبلز يرى أن من يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحرب الباردة أوالساخنة، وأن الصحافة هي لوحة مفاتيح التي يمكن أن تلعب بها الحكومة.
وبالتالي تصبح وسائل الإعلام من أولى الطرق التي تستخدم لـ”غسيل مخ” شعب ما.
1- وسائل الإعلام
الحاكم الذي يريد أن يفرض نظام أو سلوك أو حتى تأييد لقراراته أو لذاته.. لن يستطيع أن يفعل ذلك دون الاعتماد على وسائل الإعلام بكافة وسائطها “المرئية والمسموعة والمكتوبة”.
فعن طريق وسائل الإعلام يمكن أن تشكل رأي عام وقوى جماهيرية عظمى، فمع توحيد الصف في تلك الوسائل، وترديد نفس الكلمات والشعارات والثناء عليها طيلة الوقت، والاستعانة بمن هم أهل للثقة لتأييد هذا الكلام.. تبدأ تتشكل قاعدة جماهيرية تنثني على كلامهم وتأييدهم وتحارب كل من يعترض معهم في وجه النظر.
فوسائل الإعلام العامل الأخطر في عملية “غسيل المخ”، فالإنسان بطبيعته لا يريد أن يكون مختلفًا عن الجماعة التي ينتمي لها، وعند تأكيد وسائل الإعلام على معلومة معينة حتى لو كانت مختلفة مع فكره، أو غريبة عن معتقداته، أو حتى شعارات كاذبة.. يميل لتصديقها.. لأن تلك الوسائل تعطيه الانطباع بأنه الوحيد الذي يحمل رأي مغايير.
2- التكرار
التكرار على معلومة معينة، تجعلها حقيقة مسلم بها، حتى وإن كانت كذبة، فتكرارها يجعل منها شيء عظيم، وسيصدقها الجماهير.
3- التعظيم والثناء:
إذا أردت أن تقنع شخص ما بفكرة ما.. أقنعه أنه سيصبح مميز إذا فعلها وسيحترمه الجميع، فطبيعة البشر دائما ما تميل للشهرة والتميز، وهذا العامل يكون فعال جدًا للشخصيات الطموحة التي تسعى للتميز، وبالتالي يكون التأثير عليها سهلًا لأنها ستدخل في صراع مع النفس، في تلك الحرب النفسية، سيكون البقاء للمعتقد أو الفكرة الجديدة.
4- التخويف:
تلجأ عادة الأنظمة لعامل “التخويف”، عندما يكون هناك شيء ما أقرب للمنطق ومقتنع به الشعب تمام الاقتناع، هنا عامل التخويف يكون له التأثير الأكبر، ويتم ذلك عن طريق التهديد في الأول، فإذا اصر على رأيه.. يتم استخدام وسائل أخري كالحبس أو القتل، عندها سيتم التضحية بمجموعة من الأفراد، لكن المحصلة النهائية ستكون بحشد تأييد جماهيري كبير.
لكن هذا العامل في الأغلب يكون ذات تأثير لحظي، نابع من إفراز هيرمونات الخوف، لكن المعتقدات تظل حبيسة العقول، لحين توحيد الصف، وتنتهي بثورة عامرة تحتاج كل ما حولها.
5- الإذلال والضغوط:
هناك طريقه أخرى يمكن من خلالها تشغيل عملية “غسيل المخ”، فالضغوط التي يتعرض لها الفرد تساهم بشكل كبير عن التنازل عن بعض أفكاره ومعتقداته خاصة لو كانت هي العامل الضاغط عليه.. ومن هنا يمكن استغلال هذا العامل لتوريد أفكار جيدة أو وجهات نظر معينة.
6- التبشير:
يعد هذا العامل من أخطر العوامل التي يمكن أن تستخدم في عملية “غسيل المخ” نظرًا لأنها تتعامل مع عدة شرائح، أهمهم الأطفال التي يمكن السيطرة عليهم بسهولة عن طريق الأسلوب التبشيري والصواب، فيتم تشكيل وجدانهم منذ الصغر على المفاهيم التي تريدها سلطة أو جماعة ما.
7 – الرقابة:
وتعد الرقابة من أساليب “عسل المخ” فعن طريقها يتم التحكم في المضامين المقدمة سواء من الداخل أو الخارج، ومنع أي شيء يمكن أن يعترض من الأفكار التي تريد أن تروجها السلطة.
عن (مصر العربية)