كتب الاعلامي السعودي داوود الشريان مقالا صحافيا تحت عنوان (حان الوقت.. مصر مزاجها رايق), وجه فيه نصائحه للنظام المصري الحالي ورئيسه عبد الفتاح السيسي حول التقرب من الشباب المصري ومعرفه مطالبه خشية من أن ينقلب الامر مثلما جرى في المخلوع حسني مبارك.
وقال الشريان في مقالته التي نشرها في صحيفة “الحياة” السعودية, حان الوقت للنظام المصري للتفكير بعقل واحتضان الشباب والاستماع إليهم قبل أن يقاطعوه مثلما فعلوا مع نظام مبارك.
وأضاف الشريان أن نظام مبارك لم يسقط لأن الشباب واجهوه، بل لأنهم قاطعوه، معتبرا أن المشهد الكبير لهم في 25 يناير 2011، كان نتيجة لتلك المقاطعة، وأن هتافاتهم في الميدان كانت صدى لصمتهم الموجع، على حد وصفه.
وأشار الشريان إلى الصخب الإعلامي الذي رافق افتتاح قناة السويس، بين التضخيم والتحقير، لافتا إلى أن شح المعلومات عن المشروع ساهمت في تشويه الحدث المصري الكبير والتشكيك فيه، معتبرا أنه على الرغم من هذا كله، “إلا أن مراسم الافتتاح، والسعي إلى استعادة ملامح افتتاح القناة القديمة، ومشاركة زعماء من مختلف دول العالم، خلقت حالاً من البهجة في الوجدان المصري، واستعادت مصر مزاجها الطبيعي، وساد الفرح أوساط المصريين، على اختلاف مستوياتهم”.
ودعا الشريان إلى اقتناص هذا الأثر، “ليس من أجل الوقوف على ضفة المجرى الجديد للقناة، ومعاودة الاشتباك مع المشككين في جدوى المشروع، بل من أجل الإبحار سياسياً، واجتماعياً، وتحويل الممر المائي إلى وسيلة لعبور جديد بمصر إلى الانتصار”.
وأضاف أنه “منذ 30يونيو 2013، ومصر تعيش أحداثاً متوالية من العنف، واستطاع الإرهاب توتير المزاج السياسي العام في البلد، وبين المحاكمات، والتفجيرات والاغتيالات، شل التفكير الهادئ حتى بين النخب، ووسائل الإعلام، فضلاً عن النظام السياسي، وكأن الإرهاب نجح في تحقيق هدفه، وبات الحديث عن تفكير مختلف نوعاً من الهزيمة، وأصبح الأمر إما مصر أو الإخوان”.
وأوضح الشريان أن نجاح مشروع القناة، رغم كل ما قيل فيها، ربما هيأ الأجواء لتفكير مختلف، وحديث آخر، والخروج من صندوق الإخوان إلى ميدان الشباب، ورؤية المشهد من خلالهم، “ولجم الرغبة المتنامية في تضخيم خطر جماعة الإخوان”، مشيرا إلى أن الاستمرار في فرضية أنها الخطر القادم، ينطوي على دعم غير مباشر لأهدافها، وإن شئت، انتهازيتها السياسية”، على حد قوله.