نشر موقع “تيك ديبكا” الإسرائيلي المختص بالشؤون الامنية تقريرا عن المملكة الأردنية الهاشمية ومحاربتها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” مشيراً إلى أن الاردن البلد الوحيد الذي اتخذ فيه الجيش قرارا بمحاربة تنظيم الدولة خارج حدوده في العراق وسوريا.
وأشار الموقع في تقرير نشره الجمعة إلى أن الحملة التي بدأها الملك عبد الله الثاني، وأُطلقت قبل نحو أسبوعين، يمكن تسميتها بـ”الحرب الصامتة”، بالنظر إلى التعتيم الكثيف الذي فرضته عمان وواشنطن.
وأضاف التقرير “بغداد ودمشق تسايران هذا التكتم في المعلومات الحربية، لأنه ليس هناك ما يمكنهما فعله تجاهها”.
ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل أيضا ترى أنه من الحكمة البقاء صامتة على تورطها المباشر في العملية، على شكل غطاء جوي وارتباط استخباراتي بقوات القيادة الأردنية في الميدان من خلال مقر القيادة المركزية المتقدمة الأمريكية الأردنية الذي يقع شمال عمان، حيث يعمل أيضا ضباط الارتباط الإسرائيلي.
وفقا لمصادر عسكرية لموقع “ديبكا ويكلي”، فإن القوات الأردنية تقاتل تنظيم الدولة على امتداد اتساع الصحراء السورية وتصل إلى العراق والأردن، بما تصل مساحتها إلى نصف مليون متر مربع.
وبما أنه لا جيش في العالم يستطيع السيطرة على هذا الحجم الهائل من الأراضي، وفقا للتقرير “ديبكا”، فإنه يتم خوض هذه الحملة من قبل قوات “الكوماندوس” الأردنية المحمولة جوا، القبائل العربية السنية في محافظة الأنبار، الأقمار الصناعية الأمريكية والوحدات الجوية الإسرائيلية.
عندما تُرصد مواقع لتنظيم الدولة في الأنبار، فإن القوات الخاصة الأردنية المحمولة جوا بطائرات هليكوبتر تقوم باستهدافها، ولا تتوفر معلومات، حتى الآن، عن وقوع إصابات أردنية أو داعشية في هذه الحملة.
وادعى التقرير أن معظم الجيش الأردني، ويقدر عدده بحوالي 90 ألف، في حالة تأهب على طول حدود الأردن مع العراق وسوريا، باستثناء لواءين منتشرين في الجنوب، حيث الحدود مع إسرائيل.
والمعلومات في هذا شحيحة، ومنها ما نقلته الأخبار في 16 يوليو الجاري عن إغلاق مركز “طريبيل” البري الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق إلى إشعار آخر.
وأوضحت المصادر الرسمية في عمان وبغداد أن هذا الإجراء اتخذ لمنع وقوع هجمات تنظيم داعش على شاحنات البضائع المتجهة إلى الخليج عبر العراق.
ولكن، وفقا للتقرير، كان هذا مجرد ذريعة. إذ إنه منذ فترة طويلة تُحول شحنات البضائع إلى الخليج من الشاحنات برا إلى الطريق البحري من ميناء العقبة الأردني المطل على الأحمر البحر.
وقد كان السبب الحقيقي لإغلاق المعبر الحدود “طريبيل”، وفقا لما ادعاه تقرير “ديبكا”، مرور الجيش الأردني غير المقيد بحركة المرور إلى غرب العراق ومحافظة الأنبار.
وجاء البصيص الثاني في 23 يوليو الجاري عندما كشفت مصادر أمريكية عن نقل 16 مروحية قتالية من طراز كوبرا الإسرائيلية إلى الجيش الأردني، واعترفت لأول مرة بتعاون الولايات المتحدة، الأردن وإسرائيل في الحرب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وللتضليل الإعلامي في هذه المسألة، ادعى الأميركيون أن المروحيات موجهة لـ”تأمين الحدود” وقد أُرسلت إلى الولايات المتحدة للإصلاح والترميم.
وفي الوقت نفسه، توغلت القوات الخاصة الأردنية للقتال في العراق إلى حدود مدينة الرطبة، أكبر منطقة في محافظة الأنبار وأقل كثافة سكانية بحوالي 25 ألف نسمة.
وتقد مدينة الرطبة على بعد 250 كم غرب بغداد، على بعد 150 كيلومترا غرب الفلوجة، و160 كيلومترا غربي الرمادي.