سادت الصدمة والذهول الشارع الخليجي والإماراتي منذ الأربعاء (5|8) مع صدور عدد صحيفة البيان المحلية الصادرة في
إمارة دبي والمعبرة عن حكومتها والموجهة منها أيضا، باستخدام اسم “الخليج الفارسي” للإشارة إلى الخليج العربي كما ذكر موقع (الإمارات ٧١)
.
الصحيفة ارتكبت هذه الخطيئة القومية والوطنية أو الخطأ المهني حسب تعدد توصيف الرأي العام الذي اعتبرت الغالبية منه أن وقوع الصحيفة بهذا الفعل، إنما هو خطيئة في حين رأي البعض أنه يعبر عن خطأ ولكن لا يقلل من خطورته ومدى مساسه بالشعور القومي والوطني في مسألة تتعلق بأحد مفردات الصراع مع إيران التي ترفض الاعتراف بالتسمية العربية للخليج العربي.
صحيفة البيان وقعت في هذا الفعل وهي تغطي “بحماسة” فعاليات الاحتفال بتفريعة قناة السويس التي شارك في احتفالاتها اليوم الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وعلى مدار تغطية الصحيفة أمس فقد بلغ حجم خبر “تفريعة قناة السويس” نحو 90% من حجم الأخبار العربية التي غطتها الصحيفة ليوم أمس.
واستندت صحيفة البيان في بعض هذه التقارير إلى تقارير قادمة من القاهرة أو منقولة عن وسائل إعلام مصرية تشرح جدوى هذه التفريعة. وقد ورد اسم “الخليج الفارسي” في إطار جدوى النقل واختصار المسافة بين دول الخليج العربي وأوربا بعد استخدام التفريعة الجديدة. وهذا يعني أن التقرير قد يكون منقولا من وسائل إعلام مصرية رسمية يقع على مسؤوليتها ترويج القناة وتسويقها عربيا ودوليا. وفي حال أن اسم الخليج “الفارسي” ورد أساسا في الحملة الرسمية المصرية للقناة فهذا يعني أن نظام السيسي هو المسؤول الأول عن التسمية والتي من المرجح أن تعبر عن وجهة نظر النظام المصري أكثر من خطأ مطبعي خاصة في ظل دعوات التقارب التي يطلقها سياسيون وإعلاميون مصريون محسوبون على النظام الحالي والذي يدعو للانفتاح على إيران وعدم مقاطعتها من أجل “مجاملة” دول الخليج على حد تعبير هؤلاء الإعلاميين وسط استنكار الخليجيين وذهولهم في أن يكون هكذا يكافئ نظام السيسي دول الخليج التي شارك حكامها وشيوخها وملوكها وأمراؤها بحفل افتتاح “التفريعة”.
وأيا كان مصدر أو مبرر نشر اسم “الخليج الفارسي” فإن هذا ما لا يمكن قبوله شعبيا أو التهاون به. ولإثبات حسن النوايا فإن الرأي العام معني بالاطلاع على ملابسات هذه المسألة وذلك بإعلان صحيفة البيان اعتذارها للشعب الإماراتي والخليجي ثم إطلاق تحقيق داخلي للوقوف على أسباب هذا الخطأ إن كان مقصودا أو عفويا ومحاسبة المقصرين، بحسب متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.