نشر موقع موندافريك الفرنسي، تقريرا حول “الوزن الحقيقي” لأبي بكر البغدادي، داخل تنظيم الدولة، أورد فيه أن جنرالات سابقين في جيش صدام حسين، من بينهم ضابط الاستخبارات السابق حجي بكر، هم الصانعون الحقيقيون لهذا التنظيم، وأن الشعارات الدينية ليست إلا أداة يعتمدونها لتأجيج الحرب الطائفية، واستقطاب المقاتلين.
وقال الموقع في تقرير ترجمه موقع “عربي21“، إن هناك فرضية قائمة تفيد بأن “الخليفة البغدادي” ليس إلا دمية يحركها الجنرالات المتقاعدون من جيش صدام حسين الذي تفكك بعد الغزو الأمريكي للعراق في سنة 2013، وواجهة لمافيا دموية تسعى في الحقيقة لوضع يدها على الثروات الطاقية في العراق وسوريا.
وأضاف أن إبراهيم عواد البدري المعروف بالخليفة البغدادي، والمولود في سنة 1971 بسامراء أو الفلوجة؛ لم يكن شخصا بارزا أو قويا في شبابه، بل كان طالبا متواضع الإمكانات، لم ينجح في الدخول لكلية الحقوق، وتم أيضا رفضه في صفوف الجيش العراقي بسبب مشاكل حادة في النظر، وهي الظروف التي قادته في النهاية إلى تلقي دراسة دينية في إحدى جامعات بغداد.
وأشار التقرير إلى أن هذه الفرضية تؤكدها مجموعة من الوثائق التي تظهر المخططات التوسعية المستقبلية للتنظيم، التي عثر عليها لدى العقل المدبر للتنظيم، سمير الخليفاوي، المعروف باسم حجي بكر، وتمت مصادرتها بعد النجاح في تصفيته بشمال سوريا.
وأوضح أن البغدادي وُضع على رأس التنظيم منذ خمس سنوات، فقط من أجل إضفاء صبغة دينية على هذه المجموعات المسلحة، التي يقودها ضباط سابقون محنّكون، خدموا لسنوات ضمن الجيش العراقي، ويطمحون في الحقيقة إلى تحقيق التوسع الجغرافي والسيطرة على حقول النفط والغاز.
وذكر التقرير أن البغدادي تم القبض عليه في سنة 2004 من قبل القوات الأمريكية، ولكن كان ذلك عن طريق الصدفة ودون أن يعرفوا مدى خطورته، حيث عثر عليه في منزل أحد أقاربه المفتش عنهم بسبب قيادته مجموعة مسلحة، وظن الأمريكان حينها أنه مدني يعمل كموظف، ورغم ذلك تم إرساله إلى سجن معسكر بوكا، الذي يمثل معقلا لتخريج قيادات تنظيم الدولة، وإثر خروجه من السجن واصل نشاطه المسلح.
وأشار “موندافريك” إلى الخلاف الاستراتيجي الذي حدث بين البغدادي وبين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري؛ “لأن القاعدة كانت تريد التركيز على محاربة الغزاة الأمريكان، بينما كان البغدادي وأتباعه يفضلون محاربة جيرانهم الشيعة، وتركيز هجماتهم على السلطة المركزية في بغداد وقياداتها الشيعية”.
واعتبر أن الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا؛ كانت الفرصة الحقيقية لتنظيم الدولة لاكتساب أبعاد جديدة، ومكنت زعيم التنظيم من أن يصبح الرجل الأخطر في العالم بعد موت أسامة بن لادن. ورغم أن جبهة النصرة كانت الفصيل الأكثر حضورا في سوريا في البداية؛ إلا أن البغدادي ورجاله كانوا يخططون لقلب المعادلة ووضع يدهم على الثورة السورية.
وأشار إلى أن الظواهري أرسل حينها عرضا يقضي بدمج التنظيمين وتوحيد الصفوف، “ولكن رد تنظيم الدولة كان قتل حامل الرسالة، ودخل الطرفان في أشهر من القتال الضاري في سوريا”، مضيفا أن تفوق تنظيم البغدادي بدأ يظهر بسبب دمويته، ونجاحه في استقطاب آلاف المقاتلين من الشرق الأوسط والدول الغربية “لأنه يعرض على الملتحقين أجرة شهرية، ويطلق أيديهم على الغنائم التي يحصلون عليها من المعارك”.
وتابع: “هذه الاعتبارات المالية، بالإضافة إلى الدعاية الدموية التي يتم بثها بشكل يومي على شبكة الإنترنت؛ ساعدت تنظيم الدولة وزعيمه أبا بكر البغدادي؛ على السيطرة على مساحة كبيرة تتضمن نصف الأراضي السورية، ومحافظة الأنبار الشاسعة في العراق”.
وتساءل التقرير عما إذا كان البغدادي لا يزال موجودا على رأس التنظيم، “خاصة وأن مصادر عديدة تشير إلى أنه تعرض لإصابات بليغة خلال غارة جوية للتحالف الدولي في شهر آذار/ مارس الماضي، ولكن الشيء الوحيد المؤكد الآن؛ هو أن آخر تسجيل صوتي له يعود إلى أيار/ مايو”.