نشرت صحيفة ” وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرا عن جماعة الحوثيين في اليمن كاشفة فيه عن دخول جماعة الحوثي في أزمة مالية خانقة بعد أربعة شهور فقط على بدء الحملة العسكرية العربية، “عاصفة الحزم”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته أن جماعة الحوثي سيطرت على الحكومة والوزراء والبنك المركزي في صنعاء في فبراير/شباط الماضي، وأجبرت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى اليمن، لكنها خسرت كل عوائد النفط منذ ذلك الحين.
ونقلت عن مسؤول حوثي، لم تسمه، قوله إن «الدولة لم تتمكن من تصدير برميل نفط واحد منذ مارس/آذار الماضي؛ بسبب الدمار الذي أصاب البنية التحتية لمرافق النفط، والحظر التي يفرضه التحالف السعودي (تحالف عاصفة الحزم)».
وتمثل عائدات النفط النصيب كبير لدخل الحكومة اليمنية.
المسؤول الحوثي ذاته، كشف، كذلك، أن المساعدات الدولية، التي تعد مصدرا آخرا لليمن، أفقر دولة عربية، «جرى تجفيفها» في ظل تدهور في الوضع الأمني.
أيضا، انخفضت حصيلة جباية الضرائب بشكل كبير في ظل معاناة السكان، البالغ عددهم نحو 27 مليون نسمة، من نقص حالي في الوقود والغذاء والدواء، وفقا لما نقلته «وول ستريت جورنال» عن «عبدالله شعبان»، وهو عضو فيما يعرف بـ«اللجنة الثورية»، التابعة لجماعة الحوثي.
وقال «شعبان»: «لا يوجد أي دخل للبلاد على الإطلاق؛ ونتيجة لذلك نواجه عجزا ضخما في الميزانية».
طلب العون من الخارج
في ظل هذه الوضع المالي الخانق، طلب الحوثيون العون من الخارج؛ حيث أرسلوا وفودا إلى إيران، المنافس الإقليمي للسعودية، تطلب مساعدات من الوقود، وإلى روسيا تعرض على موسكو استثمارات واسعة في مشاريع مجال الطاقة.
ولا يوجد أي مؤشر على توصل هذا الوفود إلى اتفاق من الدولتين، وفق الصحيفة الأمريكية.
وحول ذلك قال: «شعبان»: «إذا كانت إيران تخطط لدعم الحوثيين، فكان بإمكانها أن تفعل ذلك خلال الأزمة الراهنة، لكنها لم تفعل».
جماعة الحوثي ناشدت دول أخرى بينها روسيا لمساعدتها في ملء خزائن النقد الأجنبي، وصفا لقيادي حوثي أخر يدعي «حسن السعدي».
ولفتت «وول ستريت جورنال» إلى أنها حاولت الاتصال بمسؤولين من إيران وروسيا للتعقيب، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أي أحد منهم.
وختمت الصحيفة تقريرها بخلاصة حول أن هذه الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها جماعة الحوثي تثير التساؤل بشأن ما إذا كانت ستدفع الجماعة للقبول بتسوية سياسية للأزمة غير مرضية لها أم لا؟.