تلقى الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، عرضًا وصف بأنه “الأخطر” في حياته يمكن أن ينقذ فيه نفسه وعائلته وممتلكاته ويمكن أيضاً أن يقضي عليه تماماً.
وأشارت مصادر مطلعة ومقربة من “صالح” إلى أن دولة خليجية عرضت على الرئيس السابق أن يتولى عملية القضاء على ميليشيات الحوثيين “الشيعة المسلحة” وطردهم من العاصمة صنعاء وكذلك محافظتي عمران وذمار.
وأوضحت المصادر أن الدولة الخليجية التي قدمت العرض ضمنت لصالح الحفاظ على أمواله وكل أفراد عائلته، إﻻ أنها حذرته من المراوغة لأن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ستتولى هذه المهمة بالتنسيق مع القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه هادي وعندها سيكون مصير صالح في مهب الريح.
وألمحت تلك المصارد أن الدولة الخليجية هي الإمارات العربية المتخدة التي تتمتع بعلاقات طيبة مع علي صالح وأبنائه ومساعديه وجزء منهم يقيم في الإمارات.
الإمارات تقود محادثات سياسية
يشار إلى أن تأكيدات المصادر تأتي في الوقت الذي أثارت فيه زيارة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، إلى العاصمة الإماراتية “أبوظبي” عددا من الاستفهامات حول أبعاد هذه الزيارة، التي كانت محل خشية لدى أوساط سياسية مقربة من المقاومة الشعبية، حيث تسعى الإمارات إلى عقد محادثات سياسية بين الرئاسة اليمنية وقيادات من حزب المخلوع صالح، مقابل فك ارتباط حزبه مع جماعة الحوثيين المسلحة.
وتظهر هذه المساعي في تصريحات صحفية لمسؤول إماراتي أكد فيها أن الحل السياسي، يجب أن يأخذ مساره بعد معركة “تحرير عدن” من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، وهو ما عزز مساعي السلطات في دولة الإمارات للوصول إلى حل سياسي بين الأطراف المتنازعة في اليمن.
وكتب وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، عدة تدوينات عبر حسابه على “تويتر” قائلاً : إن “تحرير مدينة”عدن” (جنوبي اليمن)، تعد فرصة سانحة للعودة إلى العقل وتغليب المسار السياسي الطوعي بعيدا عن تهديد السلاح”.
وكشف “قرقاش”، في تصريحات صحفية عقب لقاء جرى بين ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد، ووزير خارجية السعودية عادل الجبير، عن “وجود تماهي سعودي إماراتي، بهذا الجانب”، ملمحا إلى ضرورة بناء تسوية سياسية في اليمن.
“بن زايد” يطالب بحصانة صالح وأمواله
وسبق للمغرد السعودي “مجتهد” المعروف بنقله معلومات حساسة وذات درجة عالية من المصداقية، عن أن زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الأخيرة للسعودية – في أبريل الماضي- كانت لتأمين خروج المخلوع على عبد الله صالح، وحصانة أمواله في الإمارات (60 مليار دولار) من القرار الدولي .
وأضاف “مجتهد” في تغريدات له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن الاستقبال السعودي لمحمد بن زايد كان فاترًا، فضلًا عن أنه منع من مقابلة الملك سلمان بن عبد العزيز، حينها، ولم يحصل على أي موافقة على طلبه.
وأشار “مجتهد” إلى أن الإمارات التي تؤوي حاليا أحمد علي صالح – بن علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المخلوع-، وابن أخيه عمار، تسمح لهم بالتنسيق مع والدهم ومع وحدات الجيش الموالية له ولميليشيات الحوثيين بعلم ومباركة محمد بن زايد -ولي عهد أبو ظبي-
وتساءل “مجتهد”: كيف يوازن محمد بن زايد بين مشاركة “صادقة” في “الحلف” وإيواء هؤلاء؟”، مجيبا: “الخطة الحقيقية لمحمد بن زايد هي إعادة تقسيم اليمن بتنسيق مع علي صالح”.
وعن تناقض الموقف الإماراتي، كشف مصدر دبلوماسي يمني مقيم في الرياض عن معلومات مفادها أن دولة الإمارات تدعم الحوثيين وحليفهم، قائلاً: “إن صالح ذاته كان يهذي وهو تحت تأثير الكحول، ويقول: إن “الإمارات تدعمنا وتقصفنا في آن واحد.. كيف هذا؟”- بحسب موقع أسرار عربية-.