حفلت الصحف الغربية وخصوصًا الفرنسية بمتابعة أخبار مغادرة العاهل السعودي فرنسا، بعد 8أيام من وصوله، والضجة التي أثارها وجود الملك وحاشيته المكونة من أكثر من ألف شخص على شاطئ الريفيرا ومحيطه لتأمين الملك وتقديم الخدمات له ولمرافقيه، وإغلاق جزء من الشاطئ أمام المصطافين، وأعمال الترميمات التي أجريت في الفيلا الفخمة الخاصة بالملك، والمصعد الذي تم استحداثه في الفيلا على الشاطئ، وتوقيع أكثر من مائة ألف فرنسي على عريضة ضد زيارة سلمان للريفيرا، ورفض العاهل السعودي وجود شرطيات فرنسيات ضمن أطقم الحراسة الفرنسية لحمايته وفق ما جاء في موقع “شؤون خليجية”.
مشكلة الشرطيات
شنت صحيفة “التايمز” هجوما عنيفا على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لرفضه وجود شرطيات فرنسيات في حمايته خلال زيارته الخاصة بشاطئ الريفيرا، أثناء تمضيته أجازة الصيف ووصفت الصحيفة الأمر بـ”المهزلة الفرنسية”.
وقالت الصحيفة: إنه “لا ينبغي للعائلة المالكة السعودية أن يكون لها قول في اختيار جنس ضباط الشرطة الذين يعملون على حمايتهم في فرنسا”، وانتقدت الصحيفة السماح للملك السعودي بمنع الشرطيات الفرنسيات من المشاركة في تأمين الحماية له خلال تمضية إجارته الصيفية على الريفيرا الفرنسية، ورأت الصحيفة أنه لا يمكن للعائلة المالكة جلب طريقة تفكيرها إلى أوروبا.
أزمة المصعد الملكي
وأضافت “التايمز” أن تصرف الفرنسيين تجاه العائلة السعودية المالكة، أمر مخز للغاية، إذ إنهم وافقوا على منع المصطافين من ممارسة رياضة السباحة بالقرب من منزله، إضافة إلى الموافقة السريعة على بناء مصعد يصل المنزل بالشاطئ، وقالت إنه من المستحيل أن يتوقع المرء الحصول على بعض الخصوصية في الريفيرا الفرنسية في أغسطس.
وسلطت الصحيفة الضوء على التصريحات الفرنسية التي قالت: إن “السماح للملك السعودي بفعل ما يريد، هو أقل شيء يمكن تقديمه له، لأنه حليف هام في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، ورأت أن حجة الفرنسيين “واهية”، وختمت الصحيفة بالقول: إنه ” في أوروبا، النساء والرجال متساوون أمام القانون، وإن كان هذا الأمر يزعج الملك السعودي، فله كامل الحرية بالذهاب إلى مكان يعجبه أكثر، ألا وهي السعودية”.
الملك قطع أجازته
وأعلن المسؤول الإقليمي في شاطئ الريفيرا الفرنسي فيليب كاستاني، أن العاهل السعودي الملك سلمان، قطع عطلته في الريفيرا الفرنسية، إثر جدل بشأن إغلاق جزء من الشاطئ لتأمين إقامته، وقال مسؤولون سعوديون: إن الملك توجه إلى المغرب بعد 8 أيام فقط في الريفيرا، التي كان مقررا أن يقضي فيها 3 أسابيع.
وأوضح ” كاستاني” أن الملك السعودي سافر رفقة نصف مرافقيه وعددهم ألف شخص.
ونقلت وكالة فرانس برس، على لسان “كاستاني” قوله: إن الشاطئ سيفتح للجمهور اليوم الاثنين، وأن مصعدا مؤقتا يربط بين الفيلا والشاطئ، كان أثار جدلا أيضًا، سيزال في الأسابيع المقبلة، وتسبب بناء المصعد في رمي كميات من الخرسانة على رمال الشاطئ.
وقد وقع أكثر من 100 ألف شخص على عريضة ضد إغلاق الشاطئ العام في فالوري، التي تجاور فيلا الملك السعودي، والتي قرر المسؤولون إغلاقها لتأمين إقامته، وقال معترضون على الخطوة إنها مخالفة لقانون المساواة الفرنسي.
تظاهرات العاريات
تظاهرت من عدد الفرنسيات العاريات أمام قصر العاهل السعودي في الريفيرا اعتراضًا على القيود التي فرضها تواجده في المنطقة على المصطافين وأهالي المنطقة، وقد استمرت تظاهرة العاريات الفرنسيات في مواجهة القصر عدة دقائق رفعن فيها شعارات معادية للملك سلمان وحاشيته.
وتباينت مواقف سكان المنطقة من زيارة الملك السعودي، فبينما عبر البعض عن استيائهم من غلق الشاطئ، رحب العديد من التجار بوجود مرافقي الملك الأثرياء بينهم، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر سعودية قولها: إن سفر الملك تم وفق برنامج عطلته ولا علاقة له بالتغطية الإعلامية لإقامته في فرنسا، ولا يعرف ما إذا كان الملك سيعود إلى الفيلا الفرنسية هذا الصيف.
رحلة بـ 5 مليار يورو
الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي الدكتورة فاطمة الوحش، قالت عبر حسابها بموقع “تويتر”: “صدمة كبيرة جدًا قيمة النفقات السرية لرحلة الملك سلمان على شواطئ فرنسا، تبلغ قيمتها 5 مليار يورو، تم حجز 400 غرفة في الفنادق لمدة 3 أسابيع”.
ونشرت إحدى الصحف الفرنسية قصة مصورة لتاريخ فيلا العاهل السعودي على شاطئ الريفيرا، وقالت: إنها تمتد على مسافة كيلومتر واحد طويل، وبها مهبط لطائرات الهليكوبتر، وحمام سباحة ومركز طبي خاص، وأضافت: أنها كانت تسمى قلعة الأفق VALLAURIS قبل تملكها للعاهل السعودي، ومنذ عام 1979 تملك قلعة الأفق VALLAURIS الملك فهد وحولها إلى قصر فاخر.
القلعة التاريخية
وقالت الصحيفة: إن القلعة التاريخية بنيت في عام 1932 وخصصت لأفضل ممثلة بالولايات المتحدة ماكسين إليوت، وهي تحفة فنية شيدها المهندس المعماري الأمريكي باري ديريك، وتوصف باسم “القصر الأبيض”، وارتاد الفيلا العديد من الضيوف الكبار منهم السياسي البريطاني ونستون تشرشل، الذي كان يأتي إليها بانتظام بين 1934 و 1940.
وقالت الصحيفة الفرنسية أن هذا المكان الأنيق صار بيع للعاهل السعودي عام 1979،ليصبح قصرا فخما، بين البحر على جانب واحد، وخط السكة الحديد والطريق على الجانب الأخر وتم تشييد ممتلكات ومباني ملحقة به لتمتد على مدى ما يقرب من 500 مترا، مع مهبط لطائرات الهليكوبتر، وحمام ومنفذ للعمليات الطبية الخاصة، وكل أجزاء القصر الفخم مطلة على البحر، في الداخل، وفرة من التذهيب التي تغطي الأرض في قطع شريحة السقف مع الخارج متجانسة من المنزل الفاخرة في كل مكان، ينعكس هذا الدرج الكاسح المزدوج المحيط بمصعد زجاجي.