” الهدية التي قدمتها واشنطن للقاهرة قبل زيارة كيري للقاهرة، والمؤلفة من 8 طائراتF-16 أدهشت النظام المصري، إذ لم تكن متوقعة”.
جاء ذلك في إطار تحليل بصحيفة “زوددويتشه” الألمانية حول الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي الذي انطلق أمس الأحد.
وكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة قد أعلنت في بيان لها الخميس تسليم مصر ٨ طائرات متقدمة من مقاتلات “إف 16”.
وبحسب الصحيفة الألمانية، ترددت واشنطن لمدة طويلة في إعادة العلاقات لطبيعتها مصر بعد سقوط الرئيس الإسلامي محمد مرسي من قبل الجيش.
ووصفت لقاء “كيرى” أول حوار إستراتيجي من نوعه بين البلدين منذ عام 2009.
لكن بالرغم من ذلك، لم تفارق المخاوف الولايات المتحدة بشأن استقرار أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.
وخلال اجتماع “كيري” مع النظام المصري، بقيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، تم الاتفاق بشكل كبير على المصالح الأمنية المشتركة بين البلدين.
ونوهت الصحيفة إلى تزامن زيارة “كيري” مع تأجيل محكمة الاستئناف النطق بالحكم في قضية صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة بيتر جريست، و “محمد فهمي” و”باهر محمد”.
ووصفت الصحيفة القضية بأنها “مثال صارخ على القضاء المسيس في مصر” ، واعتبرت أنها ترتبط بقطر في الأساس، بهدف معاقبتها على موقفها الداعم للإخوان.
ومن خلال الزيارة، والكلام للصحيفة، كسبت واشنطن مصر كشريك لمساعدتها في حل الوضع المشوش الناتج عن الحرب الأهلية في ليبيا وفى قضية صعود مليشيات داعش.
وأشارت إلى أن مصر تخوض مواجهة ساخنة في شمال سيناء مع “ولاية سيناء” الذي أعلن الولاء لداعش، وشن هجمات تسببت في قتل المئات من الجنود والشرطة.
وعلاوة على ذلك، نفذ المسلحون هجمات خطيرة باستخدام سيارات مفخخة.
التقارب المصري مع روسيا وفرنسا ، وهدية الكلاشينكوف التي منحها فلاديمير بوتين للسيسي، وصفقات السلاح التي تتضمن 24 مقاتلة رافال بقيمة 5٫8 مليار دولار، كانت أحد أسباب تغير الموقف الأمريكي تجاه القاهرة.
الصحيفة وصفت موقف مصر تجاه “الاتفاق النووي مع إيران” بـ “الحذر” وامتد القلق إلى معظم الدول الخليجية، بالإضافة إلى إسرائيل.
الوضع الحقوقي في مصر كان ضمن أجندة الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي، لا سيما وأن كيري التقى قبل زيارته للقاهرة مع “محمد سلطان”، نجل صلاح سلطان الذي وصفته الصحيفة بـ “القيادي الإسلامي البارز”.
وتنازل سلطان عن جنسيته المصرية مقابل إفراج السلطات عنه في أواخر مايو بعد أكثر من 400 يوم من الإضراب عن الطعام وانتقل إلى الولايات المتحدة.
وطالب كيري بضرورة تمييز السلطات المصرية بين الاحتجاج السلمي والتطرف العنيف، معتبرا أن ذلك يمثل ضرورة لمكافحة الإرهاب.
وتابع التقرير: “ بررت الحكومة المصرية موقفها المزري من انتهاكات حقوق الإنسان، زاعمة أن جماعة الإخوان المسلمين مصدر رئيسي للإرهاب الإسلامي”.