كتب الاعلامي السعودي داوود الشريان مقالا صحفيا عنونه بـ” السعودية ومصر وإيران” أشار فيه إلى أن انفتاح السعودية ومصر على إيران، يصبان في مصلحة الأمن القومي للبلدين، ولفت الشريان في مقالته الصحفية إلى أن هناك “دول شقيقة صغيرة تحرض على إيران في العلن، وتقيم علاقات معها تصل إلى حد الشراكة”.
وقال الشريان إن مصر كسبت خصومات دول بسبب انجراف سياستها الخارجية وراء صداقات دول كبرى، وأن ذلك ينطبق على دول عربية أخرى، فضلاً عن أن معظم الدول العربية لا يعتمد سياسة الانفتاح على الجميع، ويخضع العلاقة بدولة ما بقربها أو بعدها من تلك الدولة الشقيقة أو الصديقة أو الحليفة.
وتابع الشريان منتقدا عدم إقامة علاقات طبيعية بين مصر والسعودية إيران وتركيا، قائلا: ” ولك أن تتخيل حال الوضع، في منطقة الشرق الأوسط، والخليج تحديداً، لو أن مصر والسعودية ظلتا على علاقة منفتحة مع إيران وتركيا خلال العقود الماضية. لكن الذي حدث أن البلدين فرطا بهذه الفرصة من أجل دول كبرى، وأحياناً دول شقيقة صغيرة تحرض على إيران في العلن، وتقيم علاقات معها تصل إلى حد الشراكة”.
وأشار الشريان إلى مقال للكاتب جميل مطر عن السياسة الخارجية لمصر خلال العقود الثلاثة الماضية، نشر في جريدة “الشروق” المصرية، بعنوان: “تحركي يا مصر”، والذي اعتبر فيه أن السياسة الخارجية لمصر أضرت بأمنها القومي، وذلك بسبب تدخل أجهزة أخرى غير وزارة الخارجية، حرمت مصر من ممارسة حقها في “تشكيل بيئة أمنية إقليمية جديدة في الشرق الأوسط”.
ورأى مطر في مقاله ، أن مصر وقعت ضحية “دول عظمى طلبت من أصدقائها الالتزام والطاعة والاطمئنان، بينما راحت ترتكب أخطاء جساماً استفاد منها خصومها الذين صاروا بسبب انجرافنا في صداقات غير ذات معنى عميق أو هدف قومي أصيل، خصوماً لنا وراحوا يحملوننا مسؤولية ما ارتكبه أصدقاؤنا الكبار”.
وأشاد الشريان بما جاء في مقال مطر وخاصة قوله “بأن المجتمعات السياسية الخليجية قد لا تكون كما كنا نراها على البعد، وحدة متطابقة السياسات والأهداف والعلاقات الخارجية”، معتبرا أن من يقرأ أدبيات وبيانات “مجلس التعاون” سيجد أنه خصم عنيد لإيران، في حين أن سياسة دول في هذا المجلس لا علاقة لها بهذا الموقف، وأنه مثلما دفعت مصر ثمن قراءتها الخاطئة لمواقف دول الخليج من إيران، من خلال بيانات مجلس التعاون، كذلك الحال مع السعودية، على حد قوله.
وقال الشريان إن انفتاح القاهرة على طهران يجب ألا يثير حساسية سعودية، وانفتاح الرياض على أنقرة يجب ألا يغضب مصر، طالما أن البلدين جناحان في جسد واحد.