نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرا حول الاتفاق النووي الايراني مؤكدة أن هذا الاتفاق تأكيد رسمي على التطورات الاقليمية التي جرت عقب الحرب الأمريكية ضد العراق في العام 2003 والربيع العربي الذي شهدته الدول العربية مؤخراً, ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه المتغيرات ستحول إيران إلى شريك محتمل في الحملة الدولية ضد داعش والجماعات التكفيرية الأخرى مثل القاعدة، وجبهة النصرة وغيرها.
ووفق للصحيفة الإسرائيلية فإن مثل هذه الاتفاقيات مألوفة بالنسبة للتاريخ قياسا على اتفاقية ميونيخ في عام 1938، التي استسلم فيها “تشامبرلين” والغرب لـ”هتلر”، ومع ذلك فشلوا في منع الحرب العالمية الثانية، لكن التاريخ أيضا على دراية بالجهود الساعية لتشويه صورة العدو والتي تم فهمها لاحقا بأنها مبالغة، إن لم تكن لا أساس لها بالمطلق، وعلى سبيل المثال صورت إسرائيل والغرب الرئيس المصري “جمال عبد الناصر” في الخمسينات والستينات على أنه هتلر العالم العربي، فتبعا للاستخبارات الإسرائيلية ومصادر وسائل الإعلام في تلك الفترة، عم تأثير مصر وعروبة ناصر لتشمل كامل العالم العربي، بما في ذلك العراق وسوريا واليمن.
وتعتقد الصحيفة أن البعد الكامن لنفوذ إيران الإقليمي يتضمن مستقبل سوريا، حيث حجر الأساس في استراتيجية إيران بالشرق الأوسط، فالتحالف الإيراني السوري، والموجود منذ أكثر من ثلاثة عقود، أصبح محورا للسياسات الإقليمية، وهذا ليس تحالفا طبيعيا، مشيرة إلى أن أهمية سوريا تنبع من موقعها الجغرافي الاستراتيجي في قلب النظام الإقليمي، أكثر من أي موارد اقتصادية يمكن أن تقدمها، فمن يريد قيادة الشرق الأوسط يجب عليه التحكم بسوريا، حسبما كتب الصحافي والمؤرخ “باتريك سيل” في فترة الستينيات.
وختمت الصحيفة تقريرها بالاشارة إلى فترة الخمسينات عندما كانت سوريا محور صراعات الحرب الباردة العالمية والعربية، تنافست خمس قوى على الأقل للسيطرة على سوريا منذ اشتعال الحرب الأهلية فيها عام 2011.