نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا لها حول تفاصيل الاتفاق النووي الايراني مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومساعديه لا يتحدثون عن بعض الأمور المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران على الملأ، خوفًا من زيادة إغضاب المشرعين الأمريكيين في الكابيتول هيل، الذين يعتبرون طهران عدوًا للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تلك الأمور التي لا يتحدث عنها الرئيس الأمريكي ومساعدوه تتعلق بطموحاتهم الكبرى بشأن الاتفاق، الذي يأملون في أن يؤدي إلى انفتاح في العلاقات مع إيران كجزء من التحول في الشرق الأوسط.
وأبرزت الصحيفة تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال لقاء في مجلس العلاقات الخارجية الأسبوع الماضي، أشار فيه إلى أنه خلال الـ15 عامًا الماضية، حدثت متغيرات في الدول، وإذا نظر إلى إيران اليوم، فإنها أصبحت متعلمة جدًا وودية مع كثير من دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.
ونقلت عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، أن “كيري” يأمل في أن الاتفاق سيمكنه من البدء في محادثات مع الإيرانيين بشأن إنهاء دعمهم لبشار الأسد في سوريا، خاصة أن الرئيس الأمريكي تحدث مؤخرًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الإطاحة بـ”الأسد”.
وذكرت الصحيفة أن أوباما وكبار مساعديه يرون إمكانية إحداث توازن جديد بين الجماعات السنية والشيعية في المنطقة، في تحول محتمل للتحالفات التي تقلق حلفاء أمريكا العرب المقربين كالمملكة العربية السعودية.
وأضافت أنه وعلى الرغم من آمال البيت الأبيض، إلا أن كثيرًا من الخبراء يتحدثون عن أنه من السذاجة توقع قبول إيران، التي تقدم دعمًا عسكريًا حيويًا لبشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان، للمبادرات الأمريكية.
ونقلت عن “فريدريك هوف” المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية والخبير في الشأن السوري بالمجلس الأطلسي، عدم رؤيته أي دليل على أن إيران تميل بشكل متزايد تجاه تسهيل الحل التفاوضي في الأزمة السورية، مضيفًا أن العكس هو الصحيح، حيث توقع دخول إيران وحزب الله في مشاورات مكثفة بشأن المناطق التي سيركزون الدفاع عنها لصالح بشار الأسد في سوريا.
واعتبر “روبرت ستالوف” مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن الاتفاق يبدو أنه جزء من استراتيجية كبرى جديدة لأمريكا في الشرق الأوسط، لكنها استراتيجية مقلقة، لأن الاتفاق يقوي قبضة النظام الحالي في إيران على السلطة، ولا يشكل تهديدًا له.