حين كان جوناثان بولارد شابا في الـ30 من عمره، كان يعيش حياة شبه مترفة. كان راتبه جيدا ويعيش في منزله رفقة زوجته الجميلة.
لكن يوم 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1985 ستنقلب حياة جوناثان رأسا على عقب. لقد كان ذلك آخر يوم من الحرية في حياة الضابط السابق في استخبارات البحرية الأميركية.
وبعد أشهر من اليوم سيرى بولارد النور. سيجد في انتظاره زوجته وقد استولى الزمن على ملامح شبابها.
خلف القضبان
طويلة جدا مرت السنوات الـ30 على زوجة بولارد.
تقول لإحدى وسائل الإعلام الأميركية “أنا سعيدة جدا بأن محنتنا وصلت أخيرا إلى نهايتها. لقد انتظرت بكثير من الصبر هذه اللحظة. كنت أعد السنوات والشهور والأسابيع والأيام والساعات والثواني في انتظار أن احتضنه بين ذراعي. أخيرا سنغلق الباب ونترك الماضي خلفنا لنبني من جديد حياتنا”.
وسيتم العناق الذي انتظرته الزوجة في الـ21 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتقول الاستخبارات الأميركية إن بولارد تجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل لمدة 18 شهرا حين كان ضابطا في استخبارات البحرية.
وسرب في تلك الفترة آلاف الوثائق في غاية السرية تضم معلومات عن الأسلحة الأميركية ونظم الاتصالات ومعلومات عن دول عربية.
وتفيد معلومات استخباراتية بأن بولارد تقاضي 50 ألف دولار عن تسريب تلك الوثائق.
ونشرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل وضعت له مليون دولار في أحد البنوك السويسرية يمكنه استلامها بعد الإفراج عنه.
فشل الضغوط
على مدى 30 سنة، ضغطت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على نظيرتها في الولايات المتحدة لإطلاق سراح بولارد.
لكن كل تلك الضغوط باءت بالفشل، وظلت وزارة العدل الأميركية تصر على أن بولارد “ارتكب جرائم خطرة”.
ووصف مسؤول أمني عمليات التجسس التي قام بها بولارد بـ”الأخطر في تاريخ التجسس على الولايات المتحدة”.
وكتب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينون في مذكراته أن رئيس سي آي إيه هدد بترك منصبه حين سرت معلومات عام 1998 حول نية الولايات المتحدة إطلاق سراح بولارد.
وتنفي الولايات المتحدة أن يكون إطلاق سراحه محاولة لاسترضاء إسرائيل الغاضبة من الاتفاق النووي مع إيران.
لكن الكثيرين يعتقدون عكس ذلك.
وسبق أن تداولت وسائل إعلام أميركية سنة 2014 أن واشنطن قد تطلق سراح بولارد في حال نجاح عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.