هذا ما أبدته الإدارة الامريكية التي عبرت عن انزعاجها من “تحرير” عدن اليمن من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. حسب ما ذكرته مصادر دبلوماسية يمنية رفيعة.
وأشارت المصادر ، مفضلة عدم كشف هوياتها، إلى أن الأمر تجاوز مجرد الانزعاج، ووصل حد أن يبلغ سفير واشنطن بصنعاء “ماثيو تولر” الحكومة الشرعية في الرياض أنه يجب الاكتفاء بتحرير عدن، دون غيرها من المدن التي تخضع لسيطرة الحوثيين وحلفائهم، والتي يجب التفاوض السياسي على إخراج مسلحي الحوثي و”صالح” منها، بحسب موقع “يمن مونيتور”.
وأضافت، “أن الأمريكان يعملون مع الاتحاد الاوروبي على البحث عن صيغة تضمن أن يبقى لميليشيات الحوثيين دور فاعل في السلطة في المرحلة القادمة بعد عودة السلطة الشرعية المتمثلة في الرئيس “هادي” وحكومة “بحاح”.
وترى المصادر أن هذا الحرص الأمريكي الأوروبي على بقاء الحركة الحوثية قوية هو بغرض أن تظل شوكة في خاصرة السعودية، وتتمكن واشنطن من استخدامها كورقة ضغط على المملكة” في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مع إيران، غير أن المصادر نوهت إلى “وجود تحفظ فرنسي وبريطاني على مثل هذه المواقف”.
المصادر ذاتها لفتت إلى “أن السفير الأمريكي لدى صنعاء كان قد أبلغ الحكومة اليمنية، قبل أسبوعين، رغبة بلاده في إعادة فتح سفارتها في صنعاء في هذه الفترة، وهو ما رفضته الحكومة واعتبرته “رسالة سلبية”، حسب المصادر.
وتابعت، “الأمريكان يبدون انزعاجهم صراحة من استمرار دور التحالف العربي في اليمن واستمرار ضرباته ضد المتمردين الحوثيين”، مبررين ذلك بأن الأولوية يجب أن تكون لمواجهة تنظيم “القاعدة” في البلاد”.
وعلى الرغم من اتهام الحوثيين لأمريكا بالوقوف مع السعودية في التحالف العربي الذي يخوض حرباً ضدهم، إلا أن وسائل إعلامية تحدثت عن تقارب بين الحوثيين والأمريكان، ظهر منه إلى العلن لقاء في العاصمة العُمانية “مسقط” جمع ممثلين عن الطرفين، الأسابيع الماضية، وكذلك الضغوط الكبيرة التي مارسها السفير الأمريكي بصنعاء ماثيو تيلر على الوفد الحكومي اليمني في مشاورات جنيف خلال شهر يونيو الماضي، للقبول بوقف الحرب والعودة للمفاوضات دون شروط مسبقة، وبعيداً عن تنفيذ القرار الأممي ٢٢١٦.