قال أحمد ماهر مؤسس حركة “6 ابريل”، إن السجون المصرية أصبحت أكبر حاضنة للفكر المتطرف وستمد تنظيم “داعش” بألاف المتطرفين خلال الفترة القادمة.
وأوضح “ماهر”، في حديث من خلف القضبان مع صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية، في نسختها العربية أن “السجن فعلاً أصبح حضانة للمتطرفين وأصبح مدرسة للإجرام والإرهاب معاً، فهناك مئات الشباب مكدسون في أماكن ضيقة، الجهادي مع الإخوان مع الثوري مع المتعاطف وهناك نسبة ضخمة أيضاً من الشباب الذين تم القبض عليهم عن طريق الخطأ ولا ينتمون لأي فكر”.
وقال إن الجميع يتعرض للظلم والتنكيل داخل السجون، والكل متهم بأنه إخواني أو إرهابي، وهو ما يؤدي إلى تحول الشباب المقبوض عليهم بالخطأ ولا ينتمون لأي فكر بالتحول إلى الفكر الجهادي المتطرف، وكذلك الإخوان مع الوقت يتحولون نحو الفكر المتطرف، فالكل يتعرض إلى معاملة غير إنسانية بالمرة داخل السجون، فالسلطات تعامل المساجين مثل العبيد، وهذا ما يولد الرغبة في الانتقام، بجانب المعاملة غير الآدمية التي يعاني منها الأهل عند الزيارات”.
وتابع، التعذيب والتنكيل في السجن وفي كل السجون يطال الجميع ماعدا الجنائيين، وبصفة عامة المعاملة مع السياسيين سيئة والتنكيل النفسي والبدني أو كلاهما، ولكن المعاملة مع الإسلاميين هي الأسوأ.
وأكد أن “داعش” تستغل كل ذلك وما يحدث، وليست الثورات العربية هي السبب ولكنها الأنظمة المستبدة الدموية التي قاومت التغيير وقاومت الديمقراطية والعدالة الحقيقة وفكر التسامح والتعايش والحرية وهي من أعطت المبرر لوجود داعش، الاستبداد هو وقود داعش، مضيفًا “داعش ” يجد أرضية بسبب دموية بشار الأسد في سوريا وبسبب طائفية المالكي في العراق وبسبب أطماع إيران في المنطقة وبسبب الظلم والاستبداد الذي تعاني منه الشعوب، فطالما هناك سلطوية أو طائفية ستجد تطرفاً في المقابل.
واستطرد مؤسس 6 أبريل، “وها هو التطرف يجد قدماً في مصر بسبب ما أسماه ب” دموية واستبداد السيسي” فكلما زاد الظلم والاستبداد وكلما غابت الحرية والديمقراطية كلما وجد الفكر المتطرف مثل داعش والقاعدة مبرراً للوجود، داعش وأمثالهم يقولون أنظمتكم فاسدة وفاشلة وظالمة ونحن البديل، وهذا كارثة لأن الظلم يولد تطرفاً، ولذلك لا ضربات التحالف ولا غارات السيسي سوف توقف داعش، بل هزيمة داعش تحتاج حرية وديمقراطية وعدل ونشر ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر”.
واختتم أحمد ماهر حديثه بأن الربيع العربي لم يمت قائلًا: “وأنا أعتبر هذه الفترة هي بداية التغيير، وليست نهايته، أشبه بما حدث من تحولات فكرية قبل عصر النهضة في أوروبا أو ما قبل الثورة الفرنسية، فمفاهيم الديمقراطية لاتزال حديثة في المنطقة وهناك من يقاومها بشدة من أجل أن يستمر في السلطة”.