(وكالات- وطن)علق الصحافي روبرت فيسك، على التقارير الصحافية التي أعلنت فيها الحكومة الأفغانية عن وفاة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، وأنه قد مات قبل عامين، بالقول إنها المرة الرابعة التي يعلن فيها عن وفاة الزعيم المختفي منذ عام 2001.
ويرى الكاتب أن هذا الإعلان قد يكون مجرد حيلة، خاصة أن الجهة التي أعلنت عن وفاته هي المخابرات الأفغانية. ويقول: “لقد قيل لي مرة إن المخابرات عادة ما تعلن عن وفاة أعدائها كي تستفزهم للخروج من مخابئهم، وتحديد أماكن وجودهم”.
ويضيف فيسك في مقال نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية: “كم عدد المرات التي لديك لتقتل شخصا قبل أن يموت؟ فليست هذه هي المرة الأولى التي يموت فيها أمير المؤمنين الملا محمد عمر وصديق وحامي أسامة بن لادن”.
ويبين الكاتب أن الملا عمر قد مات ثلاث مرات، وأشهرها على يد المخابرات الباكستانية المعروفة بـ”آي إس آي” في عام 2011، وقد ثبت عدم صحة الرواية. مشيرا إلى أن ابن لادن نفسه مات مرتين قبل اغتياله على يد الأمريكيين في عام 2011. فقد اعتبره جورج دبليو بوش ميتا، ففي المرة الأولى كان يحتضر بسبب إصابته بالسرطان، أما الثانية فبسبب إصابته بفشل كلوي.
ويؤكد الكاتب أن الأمر ذاته قد حدث مع آية الله الخميني، حيث نشرت صحيفة خبر وفاته بالسرطان قبل أن يموت.
ويجد فيسك أنه لو كانت هذه القصص صحيحة لكانت حلم المخابرات وكابوسا للصحافيين، خاصة أنهم كانوا يخرجون مرة بعد مرة.
ويمضي الكاتب بالقول: “قبل زمن وعندما كانت هذه القصص تنتشر حول وفاة ابن لادن في أفغانستان، قال لي رجل باكستاني يعرفه جيدا إنه يفهم لماذا يظل هؤلاء الرجال يموتون. فالـ(سي آي إيه) الأمريكية والـ(إم آي 6) البريطانية والـ(إف أس بي) الروسية والـ(آي إس آي) الباكستانية، تقوم بالإعلان عن وفاة أعدائها لاستفزازهم كي يخرجوا من مخابئهم، وبعدها يضربونهم، ويموتون هذه المرة حقيقة. وهو ما يدفع الصحافيين المساكين للبحث عن مصادر كي يتأكدوا من صحة هذه الروايات، وللتحقق مما إذا كانت المخابرات قد قتلت فعلا هؤلاء الرجال”.
ويشير فيسك في مقاله، إلى أنه “بناء على هذه التقاليد المألوفة والمملة تبدو صورة الملا عمر، الذي يعتقد أنه قد صاهر أسامة بن لادن، ولكن بالتأكيد فقد إحدى عينيه، ونصب نفسه أميرا للمؤمنين عام 1996، ولبس عباءة الرسول في قندهار، وبعدها قاد حركة طالبان إلى نصر حاسم ضد جماعات المجاهدين، التي طردت الروس، وسرعان ما أصبحت تعرف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الملا عمر حكم خمسة أعوام قبل أن يعطي اللجوء السياسي لأسامة بن لادن بعد هجمات 9/11، لينتهي هاربا، وقد رصدت مكافأة مقدارها عشرة ملايين دولار لمن يقتله أو يقبض عليه.
ويذكر الكاتب أن الملا عمر قام أثناء حكمه بالمصادقة على إعدام القتلة والزناة، وتدمير تماثيل بوذا، وأعجب به الشباب، الذين لم يروا مشكلة في تعليق أجهزة التلفاز على الأشجار؛ لإظهار احتقارهم للصور القادمة منه، وبالضرورة من الصحافيين.
ويختم فيسك مقاله بالقول: “إن إعلان وفاته الأخير يقول إنه ربما مات قبل ثلاثة أعوام، ولو ظهر أنه لا يزال حيا فسيكون في الحقيقة أمير الأحياء. وسيكون على الأمريكيين في هذه الحالة تعديل الجائزة التي تدعو إلى ملاحقة الملا عمر والمكافأة على رأسه، فبدلا من طلبه (ميتا أو حيا)، فيجب أن تعدل إلى طلبه (ميتا وحيا)”.