ابدى الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، تخوف بلاده من تنامي تدفق “المقاتلين الأجانب” على الأمن القومي والسلم في دول الساحل و الشرق الأوسط، حسب مضمون الخطاب الذي ألقاه في مدريد الإسبانية.
وشدد عبد القادر مساهل على أن “المسألة الشائكة للإرهابيين الأجانب في مختلف مناطق القتال لا سيما في الساحل و الشرق الأوسط تشكل محل انشغال أمني كبير و تهديدا خطيرا على استقرار وأمن دولنا و مناطقنا”.
واعتبر مساهل في الاجتماع الوزاري الأممي حول مكافحة الإرهاب بمدريد ،أن الخطر الذي يشكله تواجد محاربين أجانب في مناطق القتال “يجب أن ينظر إليها من الآن فصاعدا من زاوية أمن واستقرار البلدان الأصلية وزاوية العبور و كذا تحت تأثير تزايد خطر الدعاية لأوساط الأزمات والحروب غير المتكافئة في العديد من مناطق العالم”.
وتابع الوزير الجزائري الذي ترأس وفد بلاده أنه “من مسؤوليتنا التشكيك في أسس المفاهيم و المصادر المذهبية التي هي أساس التطرف العنيف” مشيرا إلى أن الهدف هو “تعزيز قدرات الدولة على مواجهة محاولات الجماعات الإرهابية تدمير هياكل الدولة و استخلافها بنظام الظلام المتطرف”.
ويعتقد المسؤول الجزائري أن تجربة بلاده في “مكافحة الإرهاب و الحد من تدفق التكفيريين الأجانب ونجاعة النتائج المحققة تقوم على استراتيجية منسجمة ومدمجة مما سمح لبلدنا بالحصول على نتائج ملموسة في هذه الميادين”.
وأبرز مساهل أن هذه الإستراتيجية “تستدعي الحفاظ على مستوى عال من تعبئة ويقظة القوات المسلحة ومصالح الأمن ضمن مهامها المؤسساتية في حماية النظام العام و أمن الأشخاص و الممتلكات، وهو ما “يستدعي كذلك وجود دولة قوية تقوم على القانون و تضمن احترامه مهما كانت الظروف”.
واللافت أنها أول مرة يتطرق فيها مسؤول جزائري رفيع إلى مسألة “المقاتلين الأجانب”، مطالبا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لـــ”إجراءات وقائية على المستويات الوطنية والثنائية ومتعددة الأطراف والآليات العملية التي يجب إنشاؤها لمكافحة هذه الآفة”.
واستغل الوزير لقاء مدريد لعرض نتائج أشغال المؤتمر الدولي حول مكافحة الإرهاب و التطرف الذي نظمته الجزائر يومي 22 و23 تموز/يوليو الجاري، مؤكدا أنه شكل أرضية صلبة من خلال “اقتراح بدائل عملياتية تشمل الطرق المنسقة في مجال مكافحة الخطاب التطرفي و نشر الأفكار التي تبرر اللجوء إلى العنف و كذا ترقية القيم الإنسانية العالمية التي تدعو إليها جميع الأديان”.