هذا ما كتبه موقع ” ميدل إيست بريفينج” الأمريكي مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية بصدد خسارة حلفائها السنة بالمنطقة بعد توقيع الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقريره الذي نشره الأربعاء تحت عنوان ” السعودية خيارات صعبة تلوح في الأفق”، أنه في اللحظة التي تم فيها التوقيع على الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب، أُطلق العنان لتحول عميق في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا لتغيرات محتملة بين حلفاء السعودية في تركيا وباكستان والأهم في العالم العربي.
وأشار الموقع إلى أن أخطر هذه التحولات التي قد تحدثها الصفقة النووية فيما يخص السيناريوهات المحتملة التي تنشأ نتيجة لها، هي في الدول العربية المفترض أنها تعلن وقوفها مع المملكة خصوصا مصر.
وتابع، إن مشروع الرياض بإنشاء جبهة مناهضة لإيران كان يحتاج لثقل مصر، وأنه من المحتمل أن يتم تعزيز هذا مع الانخفاض المتوقع للدور التركي والباكستاني بحكم سعي تركيا وباكستان للاستفادة من مشاريع اقتصادية مع إيران عقب رفع الحظر، ولكن ضم القاهرة لهذا التحالف يواجهه عقبة، موافقة الرياض على الخيار الذي طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي قالت صحف مصرية نقلا عن مصادر سيادية أنه نقل للمملكة وهو: «إما مصر أو الإخوان المسلمين».
ولكنه أضاف: «بما أن حماس هي فرع من فروع جماعة الإخوان ؛ فإن لقاء سلمان ومشعل يوجه رسالة إلى القاهرة مفادها أن خادم الحرمين الشريفين يميل تجاه الإخوان،-حماس تحدثت أمس عن لقاء ثان مع السعودية رغم تصريحات وزير الخارجية السعودي المقللة من أهمية اللقاء الأول.
واستطرد، المشكلة التي تواجه الرياض هي في (أعضاء هذه الجبهة العربية المفترضة) التي تعتمد عليها السعودية لحصار طهران عقب اتفاق إيران النووي، خشية أن تكون الكلمة العليا للمصالح ووجهات النظر الفردية.
وزعم الموقع أن «مهمة السعودية لن تكون أسهل في العالم العربي»، لأن بعض الدول العربية لم تنضم إلى الجبهة المناهضة لإيران من البداية، مثل عمان، وهناك دول انضمت بدرجات متفاوتة من الحماس، وأخري تفكر في التملص من التحالف السعودي للحصول على حصتها من الصفقات التجارية مع إيران بدون أن تعلن هذا.
وأكد الموقع أن هذه التحديات تعد تحديات صعبة، لأن «المهمة الأولى للسعوديين الآن هي فرض الانضباط على المعسكر العربي، إذا كان ثمة معسكر عربي لتبدأ به بالأساس»، لأن نفوذها بعد توقيع الاتفاق بات محدودا.
وأشار إلى أن قطر هي التي خططت للقاء سلمان ومشعل، ما يعني أن الدوحة ستقدم مشورة منحازة للسعوديين في نظر بعض حلفاء السعودية الآخرين، خصوصا مصر.
وشدد الموقع علي أن دفع العلاقات المصرية السعودية إلى مستوى الأزمة يعد مسألة خطيرة للغاية لكلا الجانبين في هذه المرحلة الدقيقة، والقاهرة لا تبدو مستعدة لقبول ما تعتبره فخًا استراتيجيًا للمملكة العربية السعودية ومصر من جانب قطر، ولا تبدو الرياض مستعدة أيضًا لتجاهل المشورة القطرية، وقبول الموقف المصري.
وزعم الموقع أن الطريقة الوحيدة لاجتذاب (الشركاء المترددين) هي زيادة الضغط الشعبي الداخلي عليهم لمواجهة خطر «الشيعة» أي زيادة التحريض الطائفي.
وأضاف، «يمكن أن تؤدي المزيد من المساعدات للجماعات السلفية المحلية، المعادية للشيعة، في البلدان المترددة عن التحالف السني السعودي، إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبالتأكيد سوف يقدم للإرهاب مجندين جددًا، ولكن السعوديين مثل غيرهم لا يرغبون في الشعور بأنهم محاصرون؛ لأنه إذا حدث ذلك، سيقاتلون».
ورصد الموقع المزايا التي يمكن أن تحصل عليها تركيا عقب رفع الحصار عن إيران اقتصاديا وتجعلها بعيده نسبيا عن التحالف السعودي السني، مشيره لتهنئة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» نظيره الإيراني «حسن روحاني» وترحيبه علنا في أحد مساجد إسطنبول بالصفقة الإيرانية، وتأكيده أن«هذا سينعكس بشكل إيجابي علاقاتنا مع إيران»، فضلا عن قول وزير المالية «محمد شيمشك»، «إن صفقة إيران الغامضة هي نبأ عظيم للتجارة التركية».
وأضاف، إن الشركات التركية تنفض الغبار الذي تراكم على سجلاتها القديمة على أنغام أغنيتهم المفضلة نحن الجسر، ففي الماضي، كانت تلك الشركات تنشد في كل مكان في العالم العربي، وقبل ثورات الربيع العربي، أن تركيا هي جسر التجارة بين المنطقة وأوروبا ,الآن يتم ترجمة تلك الأغنية، وممثلو الشركات التركية يصطفون للذهاب إلى طهران ويحملون أحلامًا وردية وخطابات مكتوبة بشكل جيد حول الأخوة الإسلامية.
وتابع ، إن المفارقة أن أنقرة لعبت قبل بضعة أسابيع، بالتنسيق مع الدوحة، دورًا كبيرًا في توفير مجندين لجبهة التحالف السني المستعد لمحاربة النفوذ الإيراني، واقتادتهم إلى الرياض (حماس في غزة وحزب الإصلاح في اليمن)، ولكن قطاع الأعمال التركي سيضع المزيد من الضغوط على الحكومة التركية ما قد يجبر أنقرة على التحرك بسرية في هذا الملف السعودي الإيراني، ويخلق بالتالي فراغًا في الجدار السعودي.
كما رصد الموقع المكاسب الباكستانية التي قد تجعلها تبتعد عن التحالف السعودي رغم وقوفها على مسافة بعيده، ومن ثم فقدان حليف سعودي آخر مهم.
وتابع، فقد أعلن «شهيد خاقان عباسي» وزير البترول الباكستاني أن العمل في الجزء الباكستاني من خط الأنابيب بين إيران وباكستان من المقرر أن يبدأ في أكتوبر المقبل وسيستغرق 30 شهرًا، وقال: «إن الاتفاق النووي بين إيران والعالم سيكون مفيدًا بالنسبة لنا، وسوف نستقبل الغاز الطبيعي الإيراني في عام 2007».
ولمعرفة التحول في الموقف الباكستاني ينبغي معرفة أن أمريكا أوقفت هذا المشروع لفترة طويلة في سياق تشديد العقوبات على إيران، وأن هذا الخط سينهي أزمة الطاقة المزمنة في باكستان، وسوف تحصل باكستان على 22 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي الإيراني بموجبه-بحسب الموقع.
واختتم الموقع بقول “وعلاوة على ذلك، تعد طهران بتسوية الخلاف حول بنود العقوبات في العقد لتأخير التنفيذ الذي يتكلف 200 مليون دولار في الشهر”.