وجه منشد «حزب الله» اللبناني، المعروف «علي بركات» رسالة إلى الأمين العام للحزب «حسن نصر الله»، يشكو فيها تغير حال أنصار الحزب وجمهوره ومقاتليه، و«إقبال عدد من المسؤولين منهم على الدنيا وانغماسهم بنعيمها وزينتها وبهرجتها»، قائلا: «زهقنا يا سيد وملينا».
وشرح المنشد خلال رسالته التي نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كيف أن مسؤولين في الحزب يستغلون سلطاتهم للهجوم على «الآخر» المختلف وتخوينه وتكفيره.
وقال «بركات»، الذي لطالما أثارت أعماله الجدل، لا سيما أنها وصفت بالتحريضية والطائفية، خلال الرسالة التي وجهها لـ«نصر الله»، إن من يقدمون أولادهم للقتال مع الحزب في الجبهات المختلفة، «مذلولين» في لبنان، في إشارة إلى من يسمحوا لأولادهم بالذهاب للقتال مع الحزب في سوريا بجانب نظام «بشار الأسد».
وتساءل «بركات»: إلى متى نستفيد من انتصاراتنا العسكرية عبر السياسة التي هي جزء من المعركة؟ مشيرا إلى أنه إذا كان «الإرهاب والصهيونية أعداؤنا، فإن الجهل والفقر والمرض والرشوة والفساد والظلم والمحسوبية والمذهبية والطائفية والغلاء والجوع، أيضا أعداؤنا وأعداء الإنسانية».
وانتقد «بركات» الأوضاع الداخلية في الحزب والعلاقات بين أبنائه، قائلا: «ابن حزب الله إذا اختلفت معه في الرأي يكفرك ويجعلك عميل.. لدينا أفكار داعشيّة، بل صرنا أكتر من الدواعش (في إشارة إلى عدم قبول الآخر)».
وأضاف: «في عام 2000 انتصرنا ولم نفعل شئ، وفي 2006 انتصرنا (على إسرائيل) ولم نفعل شئ، وفي سوريا ننتصر ولا نفعل شئ»، على حد قوله.
وهاجم نواب الحزب، متسائلا: إلى متى نشعر أن من ننتخبهم يحملون هموم جمهور المقاومة ولا يديرون ظهورهم لهم؟.
وأوضح أن أعضاء الحزب لم يعد لديهم القدرة على تقبل الرأي الآخر والنقد والتصحيح، مشيرا إلى أن الشقق والأراضي جعلت الكثير ينسون القضية التي يعمل من أجلها «حزب الله»، على حد قوله.
وختم بالقول موجها كلامه لـ«نصر الله»: «أنت صاحب السلطة الداخلية والخارجية، ومسؤوليتك كبيرة.. كل مشكله مهما كبرت لا تحتاج لأكثر من قرار منك».
وبين الحين والآخر، تتحدث تقارير صحفية عن وجود فساد داخلي وخلافات بين قيادات «حزب الله»، وهو ما يسارع الحزب بنفيها تارة، وما يصمت عنها تارة أخرى، وهناك العديد من انصار الحزب بلبنان يرفضون التدخل في سوريا.