قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن غارة التحالف الذي تقوده السعودية، التي أودت بحياة 65 قتيلا من المدنيين في مخا بجنوب غرب اليمن، يمكن اعتبارها “جريمة حرب”.
وقال اولي سولفانغ مسؤول حالات الطوارئ لدى المنظمة “مع الغياب الواضح لأي هدف عسكري، يمكن اعتبار هذا الهجوم جريمة حرب”.
وأضاف أنه زار مكان الهجوم بعد يوم على الغارة ولم يلاحظ أي موقع عسكري بالقرب منه.
وكانت الغارة قد استهدفت حيا سكنيا يقيم فيه موظفو محطة لتوليد الكهرباء. وأشارت مصادر طبية يمنية إلى مقتل 35 شخصا، بينما أكدت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، التي يديرها المتمردون الحوثيون، بعد يومين أن عدد القتلى بلغ 70 شخصا من المدنيين.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها حصلت من مدير محطة الكهرباء، جعفر قاسم، على قائمة باسماء 65 مدنيا قتلوا في الغارة، من بينهم عشرة أطفال.
وانتقدت المنظمة، التي يوجد مقرها في نيويورك، عدم تحقيق التحالف في الغارة وهجمات أخرى أودت بحياة ضحايا من المدنيين في اليمن.
وقال سولفانغ “إذا رفض التحالف التحقيق (حول الغارات التي تؤدي إلى مقتل مدنيين) فعلى الأمم المتحدة القيام بذلك”.
ولم يرد أي رد من التحالف الذي تقوده السعودية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء التي طلبت منه التعليق.
ولا يزال التحالف يقصف المتمردين الحوثيين، وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، منذ 26 مارس/آذار، بهدف طردهم من الجنوب والمناطق الوسطى، وإعادة حكومة البلاد المقيمة في المنفى.
“الحيطة وتناسب القوة”
وكانت منظمة الصليب الأحمر الدولية قد قالت في بيان في مارس/آذار حول الحرب في اليمن، إن على جميع البلدان والأطراف المشاركة في الصراع – بحسب القانون الدولي الإنساني – أن تفرق بين الأهداف العسكرية، والمدنية، وأن تراعي مبدأي الحيطة وتناسب القوة.
وتظهر لقطات الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي المدنيين المضطربين وهم يفرون بحثا عن ساتر خلال هجوم ليلة الجمعة.
وقالت قناة العربية السعودية السبت إن الغارات الجوية استهدفت قاعدة عسكرية للدفاع الجوي.
وقال بيان منظمة هيومن رايتس ووتش إن المنظمة حددت وجود منشأة عسكرية على بعد 800 متر جنوب شرق المجمع الرئيسي في محطة الطاقة، ويقول موظفو المحطة إن المنشأة كانت قاعدة دفاع جوي، لكنهم أضافوا أنها خالية منذ عدة أشهر.
ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ3700 الذين قتلوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب ما تقوله الأمم المتحدة.
كما أشارت المنظمة إلى انتهاك المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة عبدربه منصور هادي القوانين الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب.
قاعدة العند
واشتدت فجر الثلاثاء وتيرة المعارك العنيفة الدائرة منذ أيام في محيط قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوبي اليمن بين المقاتلين الموالين للحكومة المعترف بها دوليا من جهة والمقاتلين الحوثيين المسنودين بقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وتوقع قائد عسكري موال للحكومة في تصريح لبي بي سي استعادة القاعدة العسكرية الأهم والأكبر في محافظات الجنوب اليمني من سيطرة الحوثيين وحلفائهم خلال ساعات واصفا المعارك بأنها الأعنف.
كما تحدث عن سقوط أعداد كبيرة من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري قتلى وجرحى في المواجهات وجراء الغارات الجوية الكثيفة التي تشنها مقاتلات التحالف بقيادة السعودية مساندة للمقاتلين الموالين للحكومة اليمنية رغم الهدنة الإنسانية المعلنة.
وأكد القائد العسكري مقتل عدد من ممن وصفهم بــ”مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ” في تلك المواجهات.
وفيما أعلنت من تسمي نفسها “المقاومة الشعبية” تمكنها من دخول قاعدة العند فجر اليوم والبدء بتطهيرها من الحوثيين وحلفائهم كما ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين وعلي عبد الله صالح بينها قناتا “المسيرة” و”اليمن اليوم” أن من سمتهم بـ”مقاتلي اللجان الشعبية والقوات الجيش” تمكنوا من صد عدة هجمات شنها من وصفتهم بـ”مسلحي القاعدة والدواعش” على قاعدة العند وتحدثت عن مقتل عدد كبير من المهاجمين وتقدم للحوثيين وحلفائهم في جبهات القتال بمحافظتي لحج وأبين جنوبي اليمن على حد وصفها.
وفي محافظة أبين المجاورة قالت ما تسمى بـ”المقاومة الشعبية ” في بيان تناولته وسائل إعلام محلية إنها سيطرت صباح الثلاثاء على جبل “يسوف” شرق مدينة لودر بعد مواجهات وصفتها بالضارية مع المسلحين الحوثي وقوات الحرس الجمهوري االموالية لهم لكن وسائل إعلام اليكترونية تابعة للحوثيين تحدثت في المقابل عن سيطرة المقاتلين الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم على مواقع تابعة لمن وصفتهم بـ”ميليشيات هادي والدواعش “.
وفي محافظة تعز وسط البلاد ذكرت مصادر عسكرية مقربة من الرئيس عبد ربه منصور هادي لبي بي سي أن قرابة مائتي مسلح من الحوثيين ووحدات الجيش الموالية لعلي عبد الله صالح قتلوا أو أصيبوا في سلسلة غارات جوية استهدفت تجمعا لمسلحيهم في منطقة ” نقيل الإبل ” فجر اليوم الثلاثاء أثناء استعدادهم للتوجه صوب محافظة لحج الجنوبية كما تقول المصادر لفك الحصار عن أنصارهم المحاصرين منذ أيام داخل قاعدة العند الجوية.
لكن مصادر محلية شككت في صحة عدد القتلى وقدّرتهم بالعشرات مشيرة الى أن الحوثيين يتجنبون التجمع بأعداد كبيرة خشية استهداف مقاتلات التحالف لهم .
ولم يصدر بعد أي تعليق من الحوثيين أو وسائل إعلامهم حول ضحايا ذلك القصف.
بي بي سي