(وطن- وكالات)- كشف مصدر دبلوماسي مصري، أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، فشلت في إنهاء التوتر بين القاهرة والرياض، على حد قولها.
وقال المصدر الدبلوماسي لصحيفة ” القدس العربي”، والذي رفض الكشف عن اسمه: “اكتسبت تلك الزيارة طبيعة استكشافية بشأن حقيقة الموقف السعودي خاصة انها جاءت بعد ايام من زيارة من وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، فيما سعت القاهرة كذلك إلى تأمين دعم سعودي لاتصالات دبلوماسية مع كافة الاطراف اليمنية سعيا للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العسكري هناك”.
وأضاف المصدر:” كانت هناك دائمة ثوابت لا يمكن تجاوزها في العلاقات السعودية المصرية، مع وجود هامش يسمح بتقلصات او خلافات، وقد كرست التطورات الاقليمية هذا الوضع القائم فعلا، واذا كانت السعودية مهتمة باقامة محور سني اقليمي، فإن التعقيدات السياسية الاخيرة في تركيا، التي اطاحت عمليا بسلطات الرئيس رجب الطيب اردوغان، تؤكد حقيقة انه لا بديل عن مصر، وفي المقابل صدرت تصريحات غير مسبوقة من القاهرة في اعقاب الاتفاق النووي الإيراني مفادها انها مستعدة للانفتاح على إيران في قضايا مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتكفير والطائفية، وتمثل هذا عمليا في دعوة شيخ الازهر لاجتماع بين علماء من السنة والشيعة توحيدا للصف الإسلامي، وفي طهران يحبون تلك المبادرات، والرسالة هنا ان مصر ترفض ان تكون رأس حربة في حرب او تقسيم طائفي للمنطقة، لكنها تبقى مستعدة للدفاع عن المصالح العربية بكافة السبل ومنها الحوار”.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تعليقا على الموضوع: “اعتقد ان العلاقات بين مصر والسعودية ستجمد في اطار الوضع الحالي، وذلك بالرغم من الرتوش التجميلية التي حدثت من خلال المؤتمر الصحافي بين عادل الجبير وسامح شكري، إلا ان هناك خلافا لاحظه الجميع بين القاهرة والرياض فيما يتعلق باليمن وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما استقبل الملك سلمان خالد مشعل، وذلك لأن مصر تعتبر حماس جزءا من جماعة الاخوان، وان هناك تورطات لحركة حماس ايضا في سيناء، ولكن السعودية تعيش موقفا متناقضا وهو انها ضد الاخوان في مصر، ومع الاخوان في سوريا، وانا اعتقد ان المؤتمر التجميلي الذي حدث في الرياض لم يحسن الصورة تماما بالرغم من ان الجميع في السعودية رأوا ان الجبير اكد ان خالد مشعل زار السعودية لأداء مناسك العمرة وانه ذهب إلى الملك سلمان لأنه مفتوح للجميع، ولكن كل ما قيل مجرد حجج ضعيفة جدا وهذا لا يخفي وجود خلاف كبير بين مصر والسعودية”.