(ترجمة خاصة)- نشرت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية تحليلا حول التقارب الجاري بين حركة حماس الفلسطينية والمملكة العربية السعودية وخاصة بعد الاتفاق النووي الذي جرى بين إيران والدول الغربية الكبرى لوحت فيه إلى الصراع الجاري بين البلدين وخاصة في السيطرة على المنطقة.
وتحت عنوان (السعودية تحتضن حماس… وإيران تقترب من جيرانها) كتب الصحفي اساف جبور محلل الشؤون العربية في الصحيفة الإسرائيلية قائلاً ” في اليوم الذى تلى الاتفاق بين ايران والقوى, لم يفتح سباق النووي بشكل مفاجئ بالشرق الاوسط لغاية الان ولكن الصراع على الهيمنة الاقليمية بين الرياض وطهران – ما زالت هنا “.
وأضاف جبور حسب التقرير الذي ترجمته (وطن)” إيران تستعجل باتفاق النووي لصنع تحالفات جديدة وتقوية حلفائها بدول المنطقة وعلى العكس فان السعودية تعمل على تشكيل تحالف سني قوي ردا على القوة الشيعية التي تترأسها إيران “.
ومن الجانب السني حسب الصحيفة الإسرائيلية.. قالت صحيفة الرسالة التابعة لحركة حماس بأن قيادات حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل سيتم دعوتهم لزيارة ثانية خلال شهر الى السعودية وهذه المرة سيتألف الوفد من وفد كبير ورسمي .
وقال صالح العاروري وهو مسئول رفيع بالتنظيم ان هدف الزيارة هو توطيد العلاقة بين حماس والمملكة العربية السعودية بما في ذلك التباحث بشأن إعمار غزة والمصالحة الداخلية الفلسطينية .
وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان بأنه من المتوقع بأن يتباحث خالد مشعل خلال الزيارة بشأن القضية الفلسطينية وتأثيرها على قضية القدس وإختراقات إسرائيل لباحات الأقصى .
بالزيارة السابقة والتي كانت فقط قبل اسبوعين وذلك بعد 10 ايام من التوقيع على اتفاق النووي مع ايران وشملت الزيارة لقاء قمة بقصر الرئاسة في الرياض بين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بعد 3 سنوات كانت بها حماس بعلاقة متوترة مع السعودية .
ورأى القيادي في حماس بأنه لغاية الآن لا يوجد تاريخ محدد للقاء الثاني وأوضح بأن الإستعدادات للقاء مشعل الأول إستمر لعدة شهور .
بالزيارة السابقة وبالزيارة المرتقبة تشهدان على تحسن العلاقات الإستراتيجية بين السعودية وحماس كما اعلنت عن ذلك السعودية , وتقوية التحالف السني أمام إيران والذي من المتوقع أن يزداد بعد إتفاق النووي الأخير .
توطيد العلاقات جاءت بعد تقلبات كبيرة بين حماس والسعودية منذ الأزمة بعام 2012 وبعدها قاطعه الملك عبد الله وفاز السيسي بالانتخابات وأطلق على الحركة الأم الإخوان المسلمين إلى جانب الحركة البنت حماس كحركات إرهابية وجاء هذا خوفا من أن يتعاظم الإسلام المتطرف وبنهاية الأمر يضرب البيت الملكي .
وجاء التغيير بعد تعمق دخول إيران بالشرق الأوسط وقام السعوديين باتخاذ قرار إستراتيجي بإنشاء تحالف سني قوي أمام القوة الشيعية المتصاعدة مع صعود الملك سلمان للحكم في فبراير من هذا العام وبعد موت الملك عبد الله بدأ السعوديين بإنشاء تكتل دول سنية من جديد وكان ثمن إنشاء هذا التكتل تقارب حركة الإخوان المسلمين وحماس .
بالسطلة الفلسطينية هناك من إدعى بأن السعودية ترى بحماس ” ميليشيا سنية متكافئة تماما لحزب الله والمليلشيات الشيعية “
أيضا تركيا مشاركة بالتحالف السني القائم وحسب الأقوال فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من طرح فكرة تجديد الإتصال بين حماس والسعودية ولكي يسمح بهذا الاتصال كان على السعودية ان تسيطر على المعارضة القوية والمهمة بالتحالف السني- مصر.
تم إرسال وزير الخارجية السعودي إلى القاهرة وعرض على مصر خطة مصالحة مع حماس , وبعد هذه الزيارة إلى جانب إجراءات أخرى إضافية أدت لإعلان القاهرة عن حماس بأنها غير إرهابية وتمت المقاربة بين حماس ومصر .
تطورات مفاجئة- وفق التقرير الذي ترجمته وطن- بتقوية المحور السني كانت كشف العلاقات بين السعودية وإسرائيل , ومصر أعلنت عن تعيين سفير جديد وأيضا كشفت لقاءات سرية بين مدير مكتب الخارجية ” دوري غولد” ومستشار سعودي رفيع .
وهكذا نجحت المملكة في تجنيد إسرائيل وحماس ومن الجانب الآخر لتحالف جديد كله يمضى ضد إيران التي رفعت عنها العقوبات والتي تهتم ” إيران ” بتوسيع علاقاتها وتأثيرها بالشرق الأوسط كله .
المحور الشيعي لإيران
على العكس إيران لم تضيّع وقتها بتحصين الجسم الشيعي التابع لها بواسطة أذرعه بالشرق الأوسط – حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين باليمن وغيرهم .
وأيضا حماس كانت في فترة ما جزء من هذا المحور وتقوية العلاقات مع الدول السنية كان بإيران يطلق عليه ليس أقل من خيانة .
وهذا السبب ردا على زيارة خالد مشعل الثانية للسعودية قالت وسائل الإعلام بإيران عبر مصدر مقرّب من الجهاد الإسلامي بعد الإعلان عن هذه الزيارة بأنه من المتوقع بأن تحدث مواجهات بين الجهاد الإسلامي وحماس على العكس من مصادر رسمية بالتنظيم الفلسطيني الممول من قبل إيران أنكرت ذلك .
بالإضافة إلى ذلك أوضحت جهات بحماس بعد اللقاء الأخير بأن تجدد المحادثات بين حماس والسعودية لا يعني أي شيء حول علاقة حماس بإيران ولن يؤثر عليها .
بالمقابل , بالأمس بدأ وزير الخارجية الإيراني ” محمد ظريف” بجولة مباحثات في دول الخليج والتي تعد من خصوم إيران محاولة لتهدئتهم بعد الإتفاق ومحاولة لدمجهم في مواجهة الإرهاب الإسلامي المتطرف وتنظيم داعش .
ورافق ظريف وزير شئون الدول العربية والإفريقية ” حسين أمير عبد الحية ” والذي قال بأن هدف الزيارة هو ” تقوية العلاقات وفتح باب التعاون بكل المجالات ” بين إيران وجاراتها.
مضيفا :” الحرب هي على العنف والترف , وتقوية العلاقات الإقليمية هي شرط أساسي لإزدهار المنطقة “
وتطرق الرئيس الإيراني حسن روحاني لموقف إيران بالمنطقة قائلا ” بأن بلاده ستدعم البلدان المضطهدة , مثل أربيل وبغداد بالعراق واللاتي وقعتا بيد داعش وإذا ما وقعت بلد ضحية للعنف فإن إيران ستدافع عنها .
وممثل آخر بالمحور الإقليمي التابع لطهران وهو الرئيس السوري بشار الأسد بارك خلال خطاب ألقاه هذا الأسبوع لإيران على الإتفاق النووي والذي وصفه ” بالنصر الإيراني ” وذلك بعدما بارك لإيران على هذا ” الإنجاز” فهو أبدى لها دعمه وتأييده ودعم روسيا والصين لذلك .
أيضا الأمين العام لحزب الله ” حسن نصر الله ” ألقى خطابا هذا الأسبوع وتطرق لدعم إيران موضحا بأنه لا يعتقد بأن تتوقف إيران عن دعمها لتنظيمه بعد توقيعها على الإتفاق وذلك بعد ظهوره الأول بعد التوقيع على الإتفاق في ” فيينا” .
وأضاف نصر الله بأن الإنتقادات لإيران بأنها تدعم الإرهاب لن تغير من سياسة إيران حول هذا وستستمر بالدعم المالي والعسكري للحزب وعلاقات إيران مع حلفائها تستند على أيدلوجية وتسير حسب المصالح السياسية وليس لنا حسابات إستثمارية .. بكل الأحوال والإتفاق النووي الأخير لن يغير شيء .