“الغرب يجب أن يسلم بأن الحضارة ستنتصر على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن التاريخ يشير إلى عكس ذلك”, هذا ما عنون به روبرت فيسك الكاتب البريطاني مقالته الجديدة التي نشرتها صحيفة “الاندبندنت”.
ويقول فيسك إن على الغرب أن يصدق مثل هذه الدروس التاريخية البسيطة التي مفادها أن الشر يندحر والخير ينتصر، كما هي الحال مع هتلر الذي كان يمثل قدوة سيئة وكان نظامه شريرا، لذا هزم وتم القضاء على الرايخ والتغلب على النازية.
ويشدد فيسك على أن تنظيم الدولة الإسلامية شرير، فهو يقضي على خصومه في مذابح، ويقتل المدنيين، ويذبح الأبرياء. وقد أعرب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عن اعتقاده بحتمية انتصار الخير عندما قال لرئيس الوزراء العراقي الأسبوع الماضي “الحضارة تنتصر دوما على البربرية”.
ويتساءل فيسك هل حقا أن الحضارة تنتصر دائماً على البربرية؟ ويجيب: أن علينا أن ننظر فقط إلى الحرب العالمية الثانية. صحيح أن هتلر قد هزم ولكن ستالين انتصر. وأدت ثورة 1917 في روسيا إلى الدكتاتورية السوفياتية وإلى مجاعة واسعة النطاق راح ضحيتها الملايين، وهو ما يعد “بربرية” وفق مفهوم كارتر.
ويقول فيسك لننظر إلى عام 2003 عندما جلب الغرب “الحضارة” إلى العراق بغزوه بصورة غير مشروعة، ولكن عبر زياراتي المتكررة لبغداد التقيت أسرا غاضبة تقول إن “الحرية” جلبت لهم الفوضى.