شن الكاتب الصحفي ورجل الأعمال عضو مجلس إدارة صحيفة “عكاظ ” السعودية، حسين شبكشي، هجوما عنيفا على الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، متهما إياه بأنه “من صناع الطغاة في العالم العربي”، وأنه “لا ينطق إلا عن الهوى”، بحسب تعبير الكاتب.
وقال شبكشي في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة في لندن، بعنوان: ” هيكل سليمان وهيكل فرعون!”، أن الخرافات والأساطير هي إحدى أهم الوسائل المتبعة للتحكم في عقول العامة وأتبعها الكثير قديما وستظل تستخدم في المستقبل حتى وإن اختلفت وتبدلت الأدوات والوسائل والطرق والأساليب.
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل تبني سبب وجودها على أساطير وخرافات تنسبها كذبا وزورا وبهتانا وبلا أدلة ولا إثباتات إلى التوراة، ومن أهمها مقولة إن إسرائيل تبعث من جديد لإستعادة ملك سليمان النبي الملك وسيعاد بناء هيكله المزعوم والجاري البحث عنه في القدس تحت المسجد الأقصى ومسجد الصخرة الشريفة.
وتابع قائلا: أن عقودا من الزمان مضت دون أن تتمكن إسرائيل وماكينتها الإعلامية الكبيرة والمؤثرة من تقديم أي دليل على وجود لأسطورة هيكل سليمان المزعوم ومع ذلك بقي هناك من يرددها ويعاود تكرارها بشكل مستمر ومتواصل للإبقاء على الفكرة قائمة ومنعها من الموت لأنها باتت فكرة مجدية ويتم تحقيق العديد من الفوائد من وراء بقائها قائمة لأطول فترة ممكنة وأهمها إنتاج هيكل سليمان وأسطورته، دولة تتحكم وتقوى بسبب أسطورة.
ولفت الكاتب إلى أنه لدينا في العالم العربي هيكل من نوع آخر هيكل بنى “سبب وجوده” على أدوار صنعها من مخيلته لأنه “المقرب” والعالم ببواطن الأمور ولديه من المصادر و”الوثائق” ما لا يملكها غيره، في إشارة للكاتب محمد حسنين هيكل.
وأضاف الكاتب أن هيكل، “روج هذا الفكر الداعم للحاكم وهو شاب صغير في أول طلعته الصحافية كاتبا مادحا للملك فاروق ثم انقلب انقلابا عظيما مع انقلاب 1952 العسكري في مصر ليتقرب من جمال عبد الناصر ويصبح بوق النظام الإعلامي ويبدأ في رسم الخطط المضللة التي تسببت في ضياع الوحدة مع سوريا وكارثة اليمن وحربها ومأساة حرب 1967، وقبل كل ذلك خسارة السودان من الخريطة المصرية”، على حد قوله.
وشبه الكاتب هيكل بأنه كان بوقا للفرعون، قائلا: “هيكل كان بوق الفرعون.. كان صانع هيبة الحاكم في نظر العامة، كان صانع الأسطورة الكبرى، كان يخط مقالا أسبوعيا اسمه لا علاقة له بالمضمون أبدا بل هو أبعد ما يكون عن هذه الكلمة، ولكن سوق وروج لنفسه على أن هذه الكلمات في مقاله هي ما يرغب توصيله الزعيم الخالد نفسه جمال عبد الناصر”.
وذكر الكاتب أن أن هيكل طوال مشواره لم يخف أبدا كراهيته ولا بغضه للمملكة العربية السعودية، وأنه ظل يحيك حول رأيه فيها مجموعة من الأكاذيب والأساطير لتبرير رأيه ووجهة نظره.
واستذكر الكاتب تحليل هيكل لمعارك تحرير الكويت من احتلال العراق في التحالف الدولي المعروف، موضحا أن هيكل شبه هيكل تحرير الكويت من قبل قوات التحالف، بانها حرب صليبية جديدة، وأنه بنى رأيه على تفسيرات هي أشبه بهلوسات منها للحقائق.
وأثنى الكاتب على صدق محمد حسنين هيكل في مقولته أن مصر تحب صناعة أيقوناتها، مستنكرا أن يكون هو بنفس المكانة على نفس المكانة، “فهو كان من صناع الطغاة في العالم العربي، هو من صناع الظلمة، هو من صناع التضليل، هو لا ينطق إلا عن الهوى.”
واختتم الكاتب مقالته قائلا: “هيكل في النهاية ليس إلا نتاج أسطورة والأسطورة تصنع من كذبة تكرر حتى تصبح واقعا ولكنها تظل كذبة مهما طالت….هيكل.. بالنيابة عن الكل نسألك الرحيلا!”.