تسعى ايران الى الحفاظ على نفوذها في المنطقة عبر إغراء ميليشياتها في الخارج وجواسيسها المتعاونين معها استخباريا بمنحهم الجنسية الإيرانية وذلك عقب عزم مجلس الشورى الإيراني إدخال تعديل على القانون المدني للبلاد، ليسمح بمنح الجنسية لجواسيس وعملاء إيران والمرتزقة الذين قاتلوا ويقاتلون إلى جانبها.
وكان موقع مركز دراسات مجلس الشورى الإيراني قد نشر خبرا أشار فيه إلى أن مجلس الشورى رفع مذكرة لـ”إبداء الرأي التخصصي في تعديل المادة 980 من القانون المدني، لتسهيل منح التبعية للمقاتلين والمضحين والنخب من غير الإيرانيين. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تسهيل عملية منح الجنسية لمقاتلين ومجاهدين غير إيرانيين يساهمون في مسار معركة الحق ضد الباطل أو لنخب تخدم الجمهورية الإسلامية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في سياق توسيع إيران لمجال نفوذها في المنطقة والحفاظ على مشاريعها الطائفية والتخريبية بكسب الولاء التام للميليشيات التي تتحرك بأوامر من طهران لزرع بذور الفتنة والفوضى في الشرق الأوسط.
واكد هؤلاء أن ايران تريد تبرير ذلك بأنها مكافأة لمن يساعدها على تنفيذ مشاريعها في المنطقة في حين أن الهدف الأساسي هو توسيع رقعة تحكمها في الميليشيات الخارجية التي تأتمر بأوامرها في اليمن والبحرين والعراق وسوريا.
وتمكن خطوة هذه الخطوة في كونها اشارة من قادة طهران لزيادة حجم التجسس على البلدان في المنطقة، خاصة مع تتالي الاتهامات لإيران بكونها هي المسؤولة عن تفاقم الفوضى والعنف الطائفي في العديد من البلدان العربية.
ووزع مركز الدراسات التابع للسلطة التشريعية الإيرانية للفئات التي من المقرر أن يشملها هذا التعديل القانوني إلى أربعة أصناف، هي المقاتلون والمجاهدون غير الإيرانيين (ميليشيات أجنبية تابعة لإيران)، والمعوقون غير الإيرانيين (الذين أصيبوا بالإعاقة في معارك لصالح إيران)، وعائلات الشهداء غير الإيرانيين(أسر القتلى في معارك إيران)، ورابعا النخب غير الإيرانية المتعاونة مع الأجهزة الثورية (المتعاونون استخباراتيا مع إيران).
وتساءلت صحيفة “اعتماد” القريبة من المعارضة الإيرانية الإصلاحية قائلة “إن السؤال الملح الذي يُطرح في أعقاب نشر نص هذا المشروع هو هل يعد هذا الأمر بمثابة خطوة أولى لتجاوز قانون الجنسية الإيراني المبني على أساس الدم والتواجد على تراب البلد إلى منح التبعية لمقاتلين غير إيرانيين يحاربون في الخارج خدمة لأهداف إيران؟”.
وأكد خبراء أن إيران تنوي ضرب التوازنات الاقليمية باختراق المنطومات الامنية لبعض البلدان العربية عبر شبكة جواسيس موسعة تنفذ مشروع طهران الطائفي.
ومن المعلوم أن ثمة مقاتلين غير إيرانيين في صفوف مجموعات مسلحة نظمها ودربها ومولها “فيلق القدس”، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى عناصر من جنسيات شتّى يعملون مباشرة في مختلف أجهزة هذه القوة العسكرية الضاربة للنظام الإيراني في المنطقة، وعناصر استخباراتية تمد طهران بالمعلومات اللازمة في كافة المجالات.
وتستفيد طهران من ميليشياتها في العراق عبر فيلق بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي، وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.