يواجه الأردن حاليًا وضعا أمنيًّا مثيرًا للتحدي, يُهدد الجهاديون باجتياح حدود الأردن الشرقية مع العراق، وكما يواجه الأردن تهديد مُقاتلي داعش الذين يتوعدون طوال الوقت باقتحام حدوده ومتابعة زحفهم باتجاه المملكة الهاشمية.
إن انزلاق الحرب الأهلية السورية، من الحدود الشمالية، ومشكلة اللاجئين السوريين يجعلان النوم يهرب من عيون أجهزة الأمن الأردنية. إن الصعوبات الاقتصادية الكثيرة، البطالة المُتصاعدة والضغط الكبير على الجهاز الصحي، مكاتب التشغيل وسائر وزرات النُظم الاجتماعية، تُقلق كل هذه الأمور الهاشميين الذين يتمنون أن تجتاز دولتهم الصغيرة هذه الاختيارات الإقليمية الكثيرة.
ولكن هناك أمراً قد أقلق المواطنين بالفعل أكثر من غيره، لأكثر من شهر، وفي فترة شهر رمضان: أين اختفى ملكهم المحبوب، الملك عبد الله الثاني.
اختفى الملك عبد الله، في بداية شهر حزيران ودون إعلان مُسبق، وترك بلاده لأكثر من شهر. اكتفت جهات رسمية في الدولة بإعطاء تصريحات مُبهمة تقول إن الملك سافر لأسباب شخصية.
بدأت الكثير من الأسئلة تراود أفكار المواطنين وتحديدًا مُتصفحي الفيس بوك وتويتر. تساءل الكثيرون كيف يُمكن لجلالته أن يترك البلاد في هذه الفترة الأمنية الحرجة، لهذه الفترة من الزمن. تساءل ناشطون عن الأمر الذي أبقى ملك البلاد غائبًا عن الوطن مُدةً تزيد عن شهر ونصف”، واعتبروا أن الغياب ليس مُبررًا، خصوصًا وأن حدود المملكة الشرقية (مع العراق) والشمالية (مع سوريا) مُلتهبة والقوات المُسلحة في حالة تأهب. حسب تقارير إسرائيلية نشرتها صحيفة “المصدر”.
وطالب أحد الناشطين على صفحته على الفيس بوك، “البرلمان الأردني بالتحرك لمعرفة مكان ووضع الملك”. المطالبة التي تبدو غير منطقية، استنادا للدستور الأردني، الذي يحدد مدة غياب الملك عن البلاد بأربعة أشهر، وينص في حال تجاوز غيابه هذه المدة على أن يتم دعوة مجلس الأمة للاجتماع لينظر في الأمر، كما كتب أحد الناشطين على صفحته.
صرّحت، البارحة (الأربعاء)، جهات رسمية من قبل العائلة المالكة أن الملك عبد الله عاد إلى وطنه الحبيب بسلام بعد أن قضى فترة طويلة في الولايات المُتحدة. التقى الملك، وفق بيان الديوان الملكي الهاشمي، خلال مشاركته في الملتقى الاقتصادي في مدينة صن فالي بولاية أيداهو الأمريكية، عددا من القيادات الاقتصادية الأمريكية والدولية، حيث جرى استعراض أوجه التعاون الاقتصادي مع الأردن، وسبل الاستفادة من الفرص والمزايا والحوافز التي توفرها البيئة الاستثمارية في المملكة.
كذلك جاء في البيان: كما التقى جلالته على هامش مُشاركته في الملتقى الاقتصادي، بوزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، حيث جرى بحث علاقات التعاون بين الأردن والولايات المُتحدة في المجالات العسكرية.